(1) انقلب : عاد ورجع 120 - حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا ابن أبي مريم ، أنا محمد بن جعفر ، ثني شريك بن أبي نمر ، عن كريب ، عن ابن عباس Bه قال : رقدت في بيت ميمونة ليلة كان النبي A عندها أنظر كيف صلاة النبي A بالليل ، قال : « فتحدث النبي A مع أهله ساعة ثم رقد » وعن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه ، أنه أتى عمر بن الخطاب Bه بعد العشاء فقال : ما جاء بك ؟ قال : الحديث ، فتحدثا حتى تطلع الفجر ، فقال له أبو موسى : الصلاة ، قال عمر : « أولسنا في صلاة ؟ » وعن عبد الله بن زرير الغافقي : أن علي بن أبي طالب Bه صلى لهم ليلة صلاة العتمة ، وقعد وقعدوا يستفتونه ، فلما كثروا قال ليجلس كل نفر منكم في مجلس ، ثم ليلقوا رجلا منكم حاجتهم ثم يبعثوه إلي ، ففعلنا ذلك ، فلم نزل نسأله ويفتينا حتى أذن بصلاة الصبح ، فقال : قوموا فأوتروا ، فإنا لن نوتر « وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أنه كان يسمر مع علي بن أبي طالب Bه » وسمر حذيفة Bه وابن مسعود Bه عند الوليد بن عقبة وهو أمير الكوفة فخرجا من عنده فلما أصبحا أوتر كل منهما بركعة . وسمر المسور بن مخرمة عند ابن عباس ليلة حتى طلعت الزهرة ، فوضع ابن عباس Bه رأسه فما انتبه إلا بأصوات أهل السوق ، فقال : « أتروني أصلي الوتر وركعتي الفجر ، وأصلي المكتوبة قبل طلوع الشمس ؟ ، قالوا : نعم ، ففعل ذلك » وسمر ابن عباس عند معاوية Bه حتى ذهب هزيع من الليل . وعن ابن عباس : تدارس العلم ساعة من الليل خير من إحيائها . وعن مكحول قال : « تواعد المسلمون ليلة بالجابية ، فقام أبو هريرة يحدثهم حتى أصبح » وعن عروة : كنا نتحدث عند حجرة عائشة Bها بالليل ، فربما نادتني : « يا ابن أختي قد طلع الفجر » وعن حماد بن حبيب ، أن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأصحابا له كانوا بعد العشاء يتحدثون ورجل قائم يصلي ، فقال له عبد الرحمن : « أما إنك لو دنوت منا ، فإنا في خير نتفقه » وعن عطاء وطاوس ومجاهد قالوا : « لا بأس بالسمر في الفقه » وكان لعمر بن عبد العزيز سمار فكان علامة ما بينه وبينهم إذا أحب أن يقوموا أن يقول : « إذا شئتم فإذا أوتر لم يكلم أحدا » وكان القاسم يجلس بعد العشاء الآخرة هو وأصحاب له يتحدثون هنيهة والتقى عمر بن عبد العزيز قبل أن يستخلف وطاوس ، فتقاوما في ناحية مسجد الحرام حتى أصبحا . وعن أيوب : أنه سمر مع هشام بن عروة بالمدينة ليلة حتى أصبح باب عدد صلاة النبي A بالليل 121 - حدثنا يحيى ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة Bها أن رسول الله A كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة « وفي رواية : كان يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء وهي التي يدعو الناس العتمة إلى الفجر إحدى عشرة ركعة ، يسلم بين كل اثنتين ويوتر بواحدة » وفي رواية : كان رسول الله A يصلي بعد العشاء الآخرة إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة ، يسلم بين كل اثنتين ويوتر بواحدة ، وكان يتمكث في سجوده بقدر ما يقرأ الرجل منكم خمسين آية ، قبل أن يرفع رأسه ، ويركع ركعتين قبل الفجر ، ويضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن « وفي الأخرى : كان يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر . وفي رواية : ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا . وفي أخرى : كانت صلاته من الليل في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر 122 - حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا ابن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، أخبرني شريك ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : رقدت في بيت ميمونة أنظر كيف صلاة النبي A بالليل ، فرقد ، ثم قام فتوضأ ، ثم صلى إحدى عشرة ركعة ، ثم أذن بلال بالصلاة فصلى ركعتين ، ثم خرج فصلى بالناس الصبح 123 - حدثنا عبيد الله بن سعد ، ثنا عمي ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني عن صلاة رسول الله A من الليل سلمة بن كهيل الحضرمي ، ومحمد بن الوليد ، كلاهما عن كريب ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بعثني أبي العباس إلى رسول الله A بعد العشاء الآخرة في حاجة له ، فلما بلغته إياها قال لي رسول الله A : « أي بني بت عندنا هذه الليلة » وكان في بيت ميمونة Bها فبت عندهما ، فنام رسول الله A وميمونة Bها في الحجرة وتوسدا وسادة لهما من أدم (1) محشوة ليفا ، وبت عليها معترضا عند رأسيهما ، فهب رسول الله A من الليل فتعار ببصره في السماء ، ثم تلا هؤلاء الآيات من آل عمران : إن في خلق السموات والأرض (2) حتى انتهى إلى خمس آيات ، ثم عاد لمضجعه فنام هويا (3) من الليل ، ثم ذهب فتعار ببصره في السماء فتلاهن ، ثم قام إلى شن (4) معلقة ، ثم استفرغ منها في إناء ، ثم توضأ الوضوء ، ثم أخذ بردا (5) له حضرميا فتوشحه ، ثم دخل البيت فقام يصلي ، قال ابن عباس : فقمت إلى الشن فاستفرغت منه ، ثم توضأت كما رأيته توضأ ، ثم دخلت عليه البيت فقمت عن يساره ، فأدارني حتى جعلني عن يمينه ، ثم وضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها (6) ، فجعل يمسح بها أذني ، فعرفت أنه إنما صنع ذلك ليونسني بيده في ظلمة البيت ، ثم صلى رسول الله A ثلاث عشرة ركعة من الليل ، وركعتين بعد طلوع الفجر قبل الصبح ، ثم دعا رسول الله A دعاء ، فقال لي سلمة : قد ذكر لي كريب دعاءه فلم أحفظ منه إلا اثنتي عشرة كلمة ، قوله : « اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي لساني نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي بصري نورا ، ومن فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن شمالي نورا ، ومن بين يدي نورا ، ومن خلفي نورا ، واجعل في نفسي نورا ، وأعظم لي نورا » ثم اضطجع رسول الله A على شقه (7) الأيمن فقام « وفي رواية : ثم اضطجع فنام حتى نفخ ، وكان إذا نام نفخ ، فأتاه بلال فآذنه للصلاة ، فقام فصلى ولم يتوضأ »
__________
(1) الأدم : الجلد المدبوغ
(2) سورة : البقرة آية رقم : 164
(3) الهوي : الحين الطويل من الزمان ، وقيل : هو مختص بالليل
(4) الشن : القربة البالية
(5) البرد والبردة : الشملة المخططة، وقيل كساء أسود مربع فيه صور
(6) فتل : دلك وعرك
صفحه ۱۵۵