حرصه على الْعلم، وحسده فِيهِ
قَالَ أَبُو عَاصِم النَّبِيل، شهِدت أَنا وسُفْيَان جَنَازَة ابْن جريج بِمَكَّة، فَلَمَّا جهز وَصلي عَلَيْهِ، قَالَ سُفْيَان - وَابْن جريج على أَيدي الرِّجَال فِيمَا بَين السرير واللحد -: يَا أَبَا عَاصِم: كتبت عَن ابْن جريج عَن عَطاء أَنه كره صَلَاة الْفَرِيضَة دَاخل الْبَيْت؟ فَقلت: لَا. فعجبت مِنْهُ وورعه، غلب عَلَيْهِ الحَدِيث فِي ذَلِك الْموضع.
وَقَالَ يحيى بن سعيد: كنت إِذا حدثت سُفْيَان بِشَيْء لَيْسَ عِنْده اغتم.
وَقَالَ سُفْيَان: لَا نزال نتعلم مَا وجدنَا من يعلمنَا.
من سلم للثوري من الْأَئِمَّة كَلَامه فِي الرِّجَال
قَالَ سُفْيَان: لما / اسْتعْمل الروَاة الْكَذِب استعملنا لَهُم التَّارِيخ.
وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: الْعلمَاء ثَلَاثَة: ابْن عَبَّاس فِي زَمَانه، وَالشعْبِيّ فِي زَمَانه، وَالثَّوْري فِي زَمَانه.
وَقَالَ شُعْبَة: سُفْيَان أحفظ مني، مَا أفادني شَيْئا عَن رجل إِلَّا وجدته كَمَا أفادني.
وَقَالَ وهيب بن خَالِد: مَا أدْرك النَّاس أحفظ من سُفْيَان.
وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: أتيت الْحجاز واليمن وَالشَّام، وجالست النَّاس، لَا وَالله مَا رَأَيْت أحدا قطّ أبْصر وَلَا أعلم بِالْحَدِيثِ من الثَّوْريّ.
وَقَالَ يحيى الْقطَّان: كَانَ سُفْيَان أحفظ من شُعْبَة.
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ لِابْنِ عُيَيْنَة: مَالك لَا تحدث؟ قَالَ: أما وَأَنت حَيّ فَلَا.
الْأَوْزَاعِيّ عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو
كَانَ إِذا حدث فَقيل لَهُ: عَمَّن سمعته؟ قَالَ: لَيْسَ لَك، إِنَّمَا حَملته لنَفْسي عَمَّن أَثِق بِهِ.
وَقَالَ خَالِد بن نزار: قلت للأوزاعي: حسان بن عَطِيَّة عَمَّن؟ فَقَالَ لي: مثل حسان نقُول لَهُ عَمَّن!
1 / 71