النوع السابع عشر: التقتير
هو نوع من البخل، وهو أن ينفق من المال دون الكفاية مع سعته بما يكفي، وقد ذمه الله سبحانه في قوله: {لم يسرفوا ولم يقتروا}[الفرقان:67]، فإن سياق الآية قاض بقبح التقتير، وقبح الاسراف والتبذير (أيضا)، وهما صرف المال فيما ليس فيه جلب نفع ولا دفع ضرر عن نفس أو مال أو عرض، ومن السرف المذموم صرف المال لأجل طلب الثناء من الناس، لقوله تعالى: {كالذي ينفق ماله رئاء الناس}[البقرة:264] .
والسرف والتبذير في الشرع: إضاعة المال أو صرفه في وجه قبيح.
النوع الثامن عشر: الفرح
وهو سرور تقترن به أفعال طرب يظهره، والمذموم منه ما كان بمحظور (لقوله تعالى): {إن الله لا يحب الفرحين(76)}[القصص] .
واعلم أن الأفعال التي تقترن بالسرور فيكون مجموعها فرحا إن كانت محظورة في نفسها كالغناء لم يحل الحضور ولا النظر إليها مطلقا، وإن كانت مباحة كاللعب بالخيل فهو إما فرح بمحظور كانتصار الظلمة على أهل الحق فقبيحة محرمة، لا يحل النظر إليها ولا الحضور عندها لقبحها، وإما فرح بمباح كلعب المحقين بالخيل لا لتعلم للجهاد، أو مندوب كركوبها للتعلم لذلك، أو نعمة حصلت كنصر المحقين فلا إثم فيها ولا في النظر إليها .
النوع التاسع عشر: الجزع
وهو الغم الذي يقترن به فعل كخمش وجه وشق جيب وكسر سلاح وعقر بهيمة ورفع صوت، وهو محرم وتحريمه ظاهر، والنهي عنه متكاثر سواء كانت المصيبة من فعل الله أو فعل غيره .
فصل فيما يليق بالعبد ملازمته من الطرائق القويمة، وإمعان النظر في تحصيله، واستفراغ الوسع في التخلق به من الخلائق الحميدة المنجية
والذي نذكر منها تسعة عشر خلقا:
صفحه ۸۰