من كتاب السير
اعلم أن الإمامة خلف النبوة، وقائمة مقامها، وهي عند أهل البيت عليهم السلام عظيمة الشأن شامخة البنيان، وبها نظام أمر الأمة، وحفظ دينها ودنياها، والحاجة إلى الإمام في القيام بأمر الرعية وتأدية شريعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كالحاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعلى كل مكلف معرفة إمام زمانه، فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية))، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( من مات وليس بإمام جماعة ولا لإمام جماعة طاعة في عنقه بعثه الله على ميتة جاهلية)).
ويجب على المسلمين شرعا إعانة من يصلح لها، وهو من جمع شروط الإمامة الشرعية: وهو أن يكون مكلفا، ذكرا، حرا، علويا فاطميا، سليم الحواس والأطراف، مجتهدا، متبحرا في العلوم، عدلا، آتيا بالواجبات مجتنبا المقبحات متباعدا عن الشبهات، واضعا للحقوق في مواضعها، مدبرا، أكثر رأيه الإصابة، مقداما حيث يجوز السلامة.
صفحه ۵۷