والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت" وفى رواية: "وما أنت أعلم به منى، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت" متفق عليه.
وليجتهد أن يكون آخر كلامه عند النوم ذكر الله تعالى، وأول ما يجرى على لسانه عند التيقظ ذكر الله تعالى، فهاتان علامتان على الإيمان.
الورد الخامس من أوراد الليل: يدخل بمضي النصف الأول إلى أن يبقى من الليل سدسه، وذلك وقت شريف. قال أبو ذر رضى الله عنه: سألت رسول الله ﵌: أي صلاة الليل أفضل؟ فقال: "نصف الليل أو جوف الليل، وقليل فاعله (١) "
وروى أن داود ﵇ قال: يا رب، أية ساعة أقوم لك؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا داود لا تقم أول الليل ولا آخرة، ولكن قم في شطر الليل حتى تخلو بى وأخلو بك، وارفع إلىَّ حوائجك.
فإذا قام إلى التهجد، قرأ العشر آيات من آخر سورة ﴿آل عمران﴾، كما روى في "الصحيحين" أن النبى ﵌ فعل ذلك، وليدع بما سبق من دعائه ﵌ عند قيامه من الليل، ثم يستفتح صلاته بركعتين خفيفتين، لما روى أبو هريرة رضى الله عنه، عن النبى ﵌ أنه قال: " إذا قام أحدكم يصلى بالليل، فليبدأ بركعتين خفيفتين " رواه مسلم، ثم يصلى مثنى مثنى، وأكثر ما روى عن النبى ﵌ أنه كان يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر، وأقلهن سبع.
الورد السادس من الليل: السدس الأخير وهو وقت السحر، قال الله تعالى: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات: ١٨].
_________
(١) أخرجه حميد بن زنجويه، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ص ٣٥، وفي سنده أبو مسلم الجذمي لم يوثقه غير ابن حبان، لكن يتقوى بما روى الجماعة إلا البخاري من حديث أبي هريرة قال: سئل رسول الله ﷺ أي الصلاة أفضل؟ قال. "الصلاة في جوف الليل" وبما روى الترمذي (٣٥٧٤) وغيره من حديث عمرو بن عبسة أنه سمع النبي ﷺ يقول. "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى فى تلك الساعة فكن" وسنده حسن، وصححه الترمذي وابن خزيمة.
1 / 64