وأوسطه وآخره فقد أحسن. غير أن الأفضل أن يجعل الثلاثة أيام البيض.
وبعضها يتكرر في كل أسبوع وهو يوم الاثنين، ويوم الخميس. وأفضل صوم التطوع صوم داود ﵇، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وذلك يجمع الثلاثة معان:
أحدها: أن النفس تعطى يوم الفطر حظها، وتستوفى فى يوم الصوم تعبدها، وفى ذلك جمع بين ما لها وما عليها، وهو العدل.
والثاني: أن يوم الأكل يوم شكر، ويوم الصوم يوم صبر، والإيمان نصفان: شكر وصبر.
والثالث: أنه أشق على النفس من المجاهدة، لأنها كلما أنست بحالة نقلت عنها. فأما صوم الدهر: ففى أفراد مسلم من حديث أبى قتادة رضى الله عنه أن عمر رضى الله عنه سأل النبى ﵌ فقال: كيف بمن يصوم الدهر كله؟ فقال: "لا صام ولا أفطر -أو- لم يصم ولم يفطر" وهذا محمول على سرد الصوم فى الأيام المنهي عن صيامها: فأما إذا أفطر يومي العيدين وأيام التشريق فلا بأس بذلك.
فقد روى عن هشام بن عروة ﵀ أن أباه كان يسرد الصوم، وكانت عائشة رضى الله عنها تسرد.
وقال أنس بن مالك رضى الله عنه، سرد أبو طلحة الصوم بعد رسول الله ﵌ أربعين عامًا.
واعلم: أن من رزق فطنة، علم المقصود بالصوم، فحمل نفسه قد ما لا يعجزه عما هو أفضل منه.
فقد كان ابن مسعود قليل الصوم، وكان يقول: إذا صمت ضعفت عن الصلاة وأنا أختار الصلاة على الصوم.
1 / 45