الثاني عشر: أن يكثر من الصلاة على النبى ﵌ في هذا اليوم، فقد روى عن النبى ﵌ أنه قال: "من صلى على فى يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله ذنوب ثمانين سنة" (١).
وإن أحب زاد فى الصلاة عليه الدعاء له، كقوله: "اللهم آت محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذى وعدته، اللهم اجز نبينا عنا ما هو أهله".
وليضف إلى الصلاة الاستغفار، فانه مستحب فى ذلك اليوم.
الثالث عشر: أن يقرأ سورة الكهف، فقد جاء فى حديث من رواية عائشة رضى الله عنها أنها قالت: قال رسول الله ﵌: "ألا أحدثكم بسورة ملأ عظمها ما بين السماء والأرض، ولكاتبها من الأجر مثل ذلك، ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينها وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه بعثه الله تعالى أي الليل (٢) شاء" قالوا: بلى يا رسول الله: قال "سورة الكهف" (٣).
وروى فى حديث آخر: "أن من قرأها فى يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وفى الفتنة".
ويستحب أن يكثر من قراءة القرآن فى يوم الجمعة، وأن يختم فيه أو فى ليلة الجمعة إن قدر.
_________
(١) أورده السخاوي في "القول البديع" ص ١٩٤ ونسبه للتيمي في "ترغيبه" وأبي الشيخ ابن حبان في بعض أجزائه، والديلمي في "مسنده" وسنده ضعيف ويغني عنه حديث أوس بن أوس مرفوعًا "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" أخرجه أبو داود (١٠٤٧) وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٥٥٠) والحاكم ١/ ٢٧٨، ووافقه الذهبي.
وحديث أبى بن كعب قلت: "يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعلك لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قلت: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير، قلت: النصف، قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير، قلت: الثلثين، قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير، قلت: النصف، قال ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذًا تكفى همك. ويغفر لك ذنبك" أخرجه الترمذى (٢٤٥٩) وهو حديث صحيح خرجناه فى "جلاء الأفهام فى الصلاة على خير الأنام" لابن القيم طبع مكتبة دار البيان بدمشق. صفحة (٤٥).
(٢) أي جزء من الليل.
(٣) قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" ص ٣١١ بعد أن ذكره: وهو حديث طويل موضوع. ويغني عنه الحديث الذي بعده.
1 / 34