كتاب الطهارة١
باب ما تكون به الطهارة من الماء
قال والطهارة بالماء الطاهر المطلق الذي لا يضاف إلى اسم شيء غيره مثل ماء الباقلاء٢ وماء الحمص وماء الورد وماء الزعفران وما أشبهها مما لا يزايل اسمه اسم الماء في وقت وما سقط فيه مما ذكرنا أو من غيره وكان يسيرا فلم يوجد له طعم ولا لون ولا رائحة كثيرة حتى ينسب الماء إليه توضئ به ولا يتوضأ بماء قد توضئ به.
وإذا كان الماء قلتين٣ وهو خمس قرب فوقعت فيه نجاسة فلم يوجد له طعم ولا رائحة ولا لون فهو طاهر إلا أن تكون النجاسة٤ بولا أو عذرة مائعة فإنه ينجس إلا أن يكون الماء مثل المصانع التي بطريق مكة وما أشبهها من المياه الكثيرة التي لا يمكن نزحها فذلك الذي لا ينجسه شيء وإذا مات في الماء اليسير ما ليست له نفس سائلة مثل الذباب والعقرب والخنفساء وما أشبهها فلا ينجسه
_________
١ الطهارة: إما حقيقة كالطهارة بالماء أو حكمية كالطهارة بالتراب في التيمم: والتطهر بالماء ونحوه والتطهير والطهارة ضربان جسمانية ونفسانية والطاهر: النقي. يقال: فلان طاهر الثوب أو الذيل أو العرض:
برىء من العيوب نزيه شريف، والماء الطاهر الصالح للتطهر به.
٢ الباقلاء: نبات عشبي حولي من الفصيلة القرنية تؤكل قرونه مطبوخة وكذلك بذوره.
٣ القلتين: القلتان قدرتا ب"ذراع وربع" طولا وعرضا وارتفاعا.
وهو ربع متر مكعب = ٢٥٠ لتر "برميل وربع" تقريبا
٤ النجاسة: هي كل شيئ يستقذره أهل الطبائع السليمة ويتحفظون عنه ويغسلون الثياب إذا أصابها كالعذرة والبول وما ورد فيه نص عن رسول الله ﷺ.
1 / 11