Mukhtasar Ma'arij al-Qubool
مختصر معارج القبول
ناشر
مكتبة الكوثر
شماره نسخه
الخامسة
سال انتشار
١٤١٨ هـ
محل انتشار
الرياض
ژانرها
٥-قال تَعَالَى: ﴿وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عزيز حكيم﴾ (١) .
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: أَيِ وَلَوْ أَنَّ جَمِيعَ أَشْجَارِ الْأَرْضِ جُعِلَتْ أَقْلَامًا، وَجُعِلَ الْبَحْرُ مِدَادًا وَأَمَدَّهُ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَعَهُ وكتبت بِهَا كَلِمَاتُ اللَّهِ تَعَالَى الدَّالَّةُ عَلَى عَظْمَتِهِ وَصِفَاتِهِ وَجَلَالِهِ لَتَكَسَّرَتِ الْأَقْلَامُ وَنَفِدَ مَاءُ الْبَحْرِ ولو جاء أمثالها مددًا.
٦-قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيُنَادِي بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار) .
رواه البخاري في صحيحه، وَفِيهِ - تَعْلِيقًا عَنْ جَابِرٍ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ-﵄ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: (يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ أنا الديان) .
*القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق:
فالقرآن كلامه تعالى حقيقة، حروفه ومعانية، وليس كَلَامُهُ الْحُرُوفَ دُونَ الْمَعَانِي وَلَا الْمَعَانِيَ دُونَ الحروف، قال تعالى: ﴿فأجره حتى يسمع كلام الله﴾ (٢)
_________
(١) لقمان: ٢٧.
(٢) التوبة: ٦، كما نجد دليلًا أيضًا في قوله تعالى: ﴿قل هو الله أحد﴾ ومثلها ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ و﴿قل أعوذ برب الناس﴾ ففيها دلالة قطعية على أن هذا القرآن بحروفه كلامه تعالى ليس للرسول ﷺ فيه شيء بل هو مبلغ أمين عن الله ﷿، ولو كان القرآن من تصرف الرسول ﷺ لقال: (الله أحد)، (أعوذ برب الفلق)، (أعوذ برب الناس) ولكن ليست المعاني وحدها من عند الله بل الألفاظ كذلك، ولذا بلغها رَسُولِ اللَّهِ ﷺ كَمَا هي حتى ولو كانت خطابًا له أن يقول كذا أو كذا.
مستفاد من كلام ابن القيم في التفسير القيم ص٥٤١، ٥٤٢.
1 / 56