Mukhtasar Ma'arij al-Qubool
مختصر معارج القبول
ناشر
مكتبة الكوثر
شماره نسخه
الخامسة
سال انتشار
١٤١٨ هـ
محل انتشار
الرياض
ژانرها
والله ﵎ قَدَّرَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَأَسْبَابَ كُلٍّ منهما، فالأخذ بالأسباب من القدر المكتوب وليس معارضة له وقد تنفع بإذن الله (١) وعلى العبد تحصيلها وشأن من يترك الأسباب بحجة القدر المكتوب كشأن من يترك الطاعة وسلوك سبيل الهداية بحجة القدر السابق، وقد سبق قوله ﷺ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تعجز) (٢)، وقوله: (اعملوا فكلٌّ ميسر) (٣) .
٥-الكلام على بعض الاعتقادات الجاهلية التي تتعارض مع الإيمان بالقدر:
أ-الكلام على النوء: وهو من الاعتقاد في النجوم الذي سبق الْقَوْلِ فِي بَيَانِ بُطْلَانِهِ، فَإِنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ لِمَطَالِعَ الْكَوَاكِبَ وَمَغَارِبِهَا وَسَيْرِهَا وَانْتِقَالِهَا وَاقْتِرَانِهَا وَافْتِرَاقِهَا تَأْثِيرًا فِي هُبُوبِ الرِّيَاحِ وَسُكُونِهَا وَفِي مَجِيءِ الْمَطَرِ وَتَأَخُّرِهِ، وَفِي رُخْصِ الْأَسْعَارِ وَغَلَائِهَا وَغَيْرِ ذَلِكَ.
فَإِذَا وَقَعَ شَيْءٌ مِنَ الْحَوَادِثِ نَسَبُوهُ إِلَى النُّجُومِ فَقَالُوا: هَذَا بِنَوْءِ عُطَارِدَ أَوِ المشترى أو المريخ أو كذا وكذا. وَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَأَكْذَبَهُمْ بِمَا أنزله على رسوله ﷺ قال تَعَالَى: ﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ، فَإِذَا أَصَابَ به من يشاء من عباده إذ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير﴾ (٤) .
(١) وفي الحديث: (الدواء من القدر وقد ينفع بإذن الله تعالى)، وفي رواية: (وهو ينفع من يشاء بما شاء) حسنهما الألباني صحيح الجامع الصغير ٣٤٠٩، ٣٤١٠.
(٢) انظر ص٢٧٨.
(٣) انظر ص ٢٨٠.
(٤) الروم: ٤٨-٥٠.
1 / 294