209

مختصر اظهار الحق

مختصر إظهار الحق

پژوهشگر

محمد أحمد عبد القادر ملكاوي

ناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٥هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

[البشارة الثانية في سفر التثنية وهذه هي البركة التي بارك بها موسى] البشارة الثانية: ورد في سفر التثنية ٣٣ / ١ -٢: (١) وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته (٢) فقال: جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم) . وفي طبعة سنة ١٨٤٤م وردت العبارة التالية: (استعلن من جبل فاران ومعه ألوف الأطهار في يمينه سنة من نار) . فمجيء الرب من سيناء إعطاؤه التوراة لموسى ﵇، وإشراقه من ساعير إعطاؤه الإنجيل لعيسى ﵇؛ لأن ساعير اسم لجبال فلسطين، واسم لقرية من قرى الناصرة، وأما استعلانه من جبل فاران فهو إنزاله القرآن الكريم على محمد ﷺ؛ لأن فاران هي مكة المكرمة، والدليل على ذلك ما ورد في حق إسماعيل ﵇ في سفر التكوين ٢١: (٢٠) وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس (٢١) وسكن في برية فاران. وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر) . وفي التوراة السامرية المطبوعة سنة ١٨٥١م تحديد فاران بأنها في الحجاز، وعبارتها كما يلي: (سكن برية فاران بالحجاز) . ولا شك إن إسماعيل ﵇ كان مسكنه مكة المكرمة، ولم يظهر فيها نبي بعده غير حفيده محمد ﷺ، فظهر أن المقصود باستعلان الله من جبل فاران هو نزول الوحي على محمد ﷺ في مكة المكرمة، لأنه لا يقال: جاء الله من ذلك الموضع إلا إذا نزل فيه وحي من الله، وبما أن الوحي نزل بالتوراة في سيناء، ونزل الوحي بالإنجيل في ساعير (فلسطين)، فكذا لا بد أن يكون

1 / 220