ومنها التأليفات والاعتمادات، وتحرير الدليل على إثبات التأليفات والاعتمادات على مثل ما قدمنا من الدلالة على إثبات الأكوان لا يتأتي لأنه ليس للجسم بوجودها حالة فيستدل بتجددها مع الجواز على إثباتها. وإنما يدل على إثبات التأليفات والاعتمادات والأكوان أيضا هو ما ثبت أن أحدنا فاعل بدلالة حسن الأمر والنهي والمدح والذم، فلا يخلو إما أن يكون فاعلا للجسم أو يكون فاعلا لمعنى سوى الجسم. لا يجوز أن يكون فاعلا للجسم لأنه ليس بقادر عليه فلم يبق إلا أن يكون فاعلا لمعنى سوى الجسم، وهو الذي أردناه. والذي يدل على أن التأليف a غير الاجتماع أن التأليف بين الجسمين وهو الذي تثبت معه صعوبة التفكيك بينهما والاجتماع هو مجاورة بينهما ولا يصعب معه التفكيك. والدليل على أن الاعتماد غير الحركة أن الاعتماد هو الذي يوجب تدافع الجسم كالثقل في الحجر فإنه اعتماد يوجب تدافعها إلى أسفل، فلو كان الثقل هو الحركة لوجب إذا منعها مانع من الهوى وسكنت أن تكون متحركة ساكنة دفعة واحدة وهذا محال.
صفحه ۱۴۱