مختصر في علم النفس الإنسانية

ابن العبری d. 685 AH
62

مختصر في علم النفس الإنسانية

مختصر في علم النفس الإنسانية

ژانرها

في بيان محل الأنفس بعد فراق أبدانها

اعلم أن لفظة أين

1

لا تقال إلا بسكنى الجسم مكانه الساكن فيه، فإذن لا يجوز السؤال من أهل العلوم أين هي النفس بل العلة تشير إلى رتبتها، فنقول: إن جميع أهل البيعة اتفقوا على أن النفس متى حصل لها الانتقال عن البدن يقصدها الملائكة والأبالسة ولأية جهة استحقت دفعوها

2

إليها إلى حين القيامة الكلية، فتعود إلى البدن الذي انفصلت عنه إما للعذاب الدائم أو للنعيم المقيم، فالنفوس التي اقتنت الفضائل بالجهاد في هذا العالم تتوجه إلى الفردوس [55] الذي طرد منه آدم، تتبختر مع العقول المجردة، وأما النفوس التي بالعكس مما ذكرناه ففي

3

قعر الهاوية المظلمة. وهذه القضية ليست من العقليات المبرهنة، بل من المشهورات المسلمة عند الأئمة

4

الأخيار والآباء الأبرار، فمن ذلك ما قاله ديونسيوس: «إن هذه النفوس الفاضلات هي وليات

صفحه نامشخص