مختصر العلو للعلي الغفار
مختصر العلو للعلي الغفار
پژوهشگر
محمد ناصر الدين الألباني
ناشر
المكتب الإسلامي
شماره نسخه
الطبعة الثانية ١٤١٢هـ
سال انتشار
١٩٩١م.
ژانرها
ونعيم بن حماد ضعيف اتهمه بعضهم. فكان الواجب على المصنف أن يبين ذلك ولا يدع مجالا لعدو له حاقد أن يطعن فيه كما فعل الكوثري في تكملة الرد على نونية ابن القيم" "ص١٧٩".
١١٨- وبلغنا عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي صاحب "الفقه الأكبر" قال:
سألت أبا حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض. فقال: قد كفر، لأن الله تعالى يقول: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ وعرشه فوق سماواته. فقلت: إنه يقول: أقول على العرش استوى، ولكن قال لا يدري العرش في السماء أو في الأرض. قال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر.
رواها صاحب الفاروق.
١٠٣- قلت: أبو مطيع هذا من كبار أصحاب أبي حنيفة وفقهائهم، قال المؤلف في "الميزان":
"كان بصيرا بالرأي علامة كبير الشأن، ولكنه واه في ضبط الأثر، وكان ابن المبارك يعظمه ويجله لدينه وعلمه. قال ابن معين ليس بشيء و... ".
قلت: وفي قول المؤلف: "صاحب الفقه الأكبر" إشارة قوية إلى أن كتاب "الفقه الأكبر" ليس للإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، خلافا لما هو المشهور عند الحنفية، وقد طبع عدة طبعات منسوبا إليه، ومشروحا من غير واحد من الحنفية منهم أبو منصور الماتريدي الذي ينتمي إليه أكثر الحنفية في العقيدة، وجمهورهم فيها من المؤولة، فترى أبا منصور هذا قد تأول قول أبي حنيفة المذكور في الكتاب وفي "الفقه الأكبر" تأويلا يعود إلى إفساد كلام أبي حنيفة وإخراجه عن جماعة السلف في عدم التأويل، فقال في تأويل قوله ﵀: "فقد كفر" "ص١٩ طبع مصر":
"لأنه بهذا القول يوهم أن يكون له مكان فكان مشركا"! ولم يلتفت إلى تمام كلامه المبطل لتأويله وهو قوله ﵀:
"لأن الله تعالى يقول: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ .
قلت: فهذا صريح في أن علة كفره إنما هو إنكاره لما دلت هذه الآية صراحة من استعلائه سبحانه على عرشه، لا لأنه يوهم أن له تعالى مكانا، ﷾ عن ذلك. ولما ذكرنا قال
1 / 136