291

* [مفاخرة بين بكر وثيب] (1)

عرض على هارون الرشيد جاريتان إحداهما بكر والأخرى ثيب ، فأخذ البكر وأعرض عن الثيب ، فقالت الثيب : لم أعرض عني الأمير؟

فقال بديها :

قالوا تحب مطية فأجبتهم

أشهى المطى إلي ما لم يركب

قالت : أو يأذن لي الأمير في الجواب؟

قال : أذنت.

فقالت :

إن المطية لا يلذ ركوبها

حتى تذلل بالخطام وتركب

قال : فأعجبه ذكاؤها وحسن استحضارها للجواب بالشعر بديهة. فاشتراها ، وحظيت (3) عنده.

** ونظير ذلك :

قال : عرضت عليه أيضا جاريتان فأخذ إحداهما وأعرض عن الأخرى.

فقالت له : لم أعرض عني الأمير؟

فقال : الكبر في أقدامك.

فقالت : إن أذن أمير [المؤمنين] في الجواب / عن ذلك أجبت.

فقال : أذنت لك فيه.

فقالت :

يقولون فيها فرد عيب

وأنه بأقدامها كبر يزيد عن الحد

ثم قالت : يا أمير [المؤمنين] ، هم تتركه وراء ظهرك لا تخشاه.

قال : فأعجبه ذكاؤها ، وحسن اعتذارها فاشتراها وأكرم مثواها ، وحظيت عنده بعد ذلك.

صفحه ۳۰۰