236

بعد العصر ثم انجلت. وشاهد هذه الحادثة الشيخ الإمام العالم العلامة أبو بكر الطرطوشي ، وأورده في أماليه تغمده الله تعالى برحمته.

** وفي سنة سبعة عشر وأربعمائة :

وقع من الحوادث : أنه جاء سيل عظيم قلع باب بمدينة سنجار وأغرقها وهلك به خلق كثير عظيم. وقلع باب المدينة وحمله مسيرة فراسخ ، وحمل طفلا في مهده ، ومر به بين شجر ، فعلق المهد في شجرة زيتون ، فوجد بعد أيام عدة معلقا بها وهو يمص إبهامه ، وعاش ، وكبر.

** وفي سنة / ثلاثمائة :

في أيام الأمير المقتدر بالله أبو الفضل جعفر ، ساخ جبل الدينور في الأرض وغار ، فلم ير ، وخرج من مكان غوره ماء عظيم حتى أغرق القرى والبلاد ، وهلك أناس كثير ، ودواب أدركهم الماء فما (1) قدروا على الهرب. وفي تلك السنة ولدت بغلة (2) فلوا وعاش.

** وفي سنة خمس وثمانين وأربعمائة :

في أيام المسترشد بالله ارتفعت سحابة سوداء في أرض الموصل أمطرت نارا أحرقت أسواقا ودورا وغالب الموصل.

** وفي سنة ست وثمانين وأربعمائة :

ظهرت ببغداد عقارب طيارة لكل واحدة زبانين فقتلت خلقا كثيرا ، والغالب أطفالا .

** ومما نقله الجاحظ (3):

أنه نشر بمدينة ابدخ سحابة تكاد تمس رؤوس الناس ، ثم أنها اندفعت بأشد المطر حتى استسلم (4) الناس للغرق. ثم بعد ذلك صار ينزل مع المطر ضفادع كثيرة فملأت (5) الأرض ، وسمك يسمى الشبوط ، فملحوا منه الناس ما قدروا عليه غير ما أكلوا طريا ، وحال نزول المطر كان الناس يسمعوا من تلك السحابة هديرا كهدير النحل العظيم ، ولم يعلم ما هو.

صفحه ۲۴۵