** ولأهل الهند :
نهر فيه شجرة عظيمة قيل إنها من حديد ثابت في الماء ويعلو فوق الماء نحو من عشرة أذرع غلظه ذراع وكسر ، وفي رأسه ثلاث شعب غلاظ طوال مستوية محددة كالنار ، وعندها رجل جالس يقرأ كتابا ، يقول : اللهم يا عظيم البركة ، وسبيل الجنة ، أنت الذي خرجتني من عين الجنة ، ودللت الناس عليها ، فطوبى لمن صعد هذه (1) الشجرة وألقى نفسه عن العمود ، فمن سمعه بادر إلى الصعود إليها ، ويلقون أنفسهم على ذلك العمود فيتقطعون / ويغيبون في الماء ، فعند ذلك يدعون لهم أصحابهم بالطوبى والمصير إلى الجنة.
ولهم نهر فيه رجال بأيديهم سيوف ماضية ، إذا أراد العابد منهم أن يتطهر ويتقرب ، جاء في جماعة فيخلع ما عليه من اللباس كالحلي والأساور وأطواق الذهب ، وهذا لباس أبناء ملوكهم ، فإذا صار مجردا طرحوه على الألواح ، وأخذوا أطرافه وقطعوه نصفين ، ويلقون النصف في النهر ، والنصف الآخر في الكنك ، وفي زعمهم أن هذين البحرين يخرجان من الجنة ، وأن صاحبهم صار إليها.
** وفي جبال سرانديب وادي الماس :
بعيد القعر فيه حيات عظام ، فإذا أرادوا إخراج الماس منه طرحوا فيه لحما فتقع عليه النسور ، فترفعه إلى حافة الوادي خوفا من الحيات فيتعلق باللحم من الماس ما يكون قدر العدسة والحمصة ، وأكبر ما يكون بقدر نصف الفولة فيجعلونه فصوصا للخواتم.
** وذكر صاحب المنطق :
أن ثم حجارة كبار لا يوصل إليها من الحيات التي في ذلك الوادي.
** وبالهند وادي القرنفل :
لم يدخل إليه أحد من التجار ولا ممن سلك البحر ولا بشجره ، وإنما يتبعه الجن على ما قيل ، وذلك أن المسافرين يرسون على جزيرتهم فيجعلون بضاعتهم على الساحل ثم يرجعون إلى مراكبهم فإذا كان الصباح جاءوا إلى الجزيرة فيجدوا إلى جانب [كل] (2) بضاعة كوما من القرنفل ، فمن رضي منهم بذلك أخذه وترك بضاعته ومن لم يرض استقلالا لها ، أخذ بضاعته وترك القرنفل ، ومن التمس لهم شيئا حبست مركبه أو يرد ما
صفحه ۲۵