العلم في السطور بعد أن كان مكنوناً في الصدور، وترجمت الكثير من كتب الحضارات السابقة؛ الهندية والفارسية واليونانية وغيرها، وما رافق ذلك من نشوء لتيارات فلسفية وفكرية كان لها أثرها السلبي والإيجابي على الحضارة الإسلامية، فكان هذا بشكل عام مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».

***

والذي يعنينا من هذا كله: هو نشوء المذاهب الفقهية والتي اندثر بعضها مع مرور الزمن، وقدر الله أن يبقى منها الآن المذاهب الأربعة المعروفة، فخدمت هذه المذاهب خدمة كبيرة وعظيمة؛ إذ قد هُذِّبت ونُقحت، وصُنف فيها المختصرات والمطولات، وأقيم على أحكامها الدلائل النقليات والعقليات، وكانت لدهور طويلة عليها الأساس في الحكم والقضاء.

***

ومن جملة هذه المذاهب التي خُدمت واعتُني بها عناية كبيرة: مذهب الإمام المجتهد الحجة محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي رضي الله عنه؛ إذ أن خزانة الشافعية تضم في جنباتها الآلاف من الكتب المطبوعة والمخطوطة على اختلاف تنوعها ومراتبها وتاريخها،