============================================================
مختصر الطحاري أني أكاد أجزم أن القرشي لم يقصد ذلك، بل المستقر عنده أنه مختصر فقهي واحد لا غير، ويظهر هذا من كلامه؛ فإنه وصف المختصر الذي ولع الناس بشرحه وعليه عدة شروح بأنه "المختصر في الفقهل، ثم ذكر بعده: ولشرح الجامع الكبير"، ولشرح الجامع الصغير"، وله "الشروط الكبير" و"الشروط الصغير" و"الشروط الأوسط"، ثم عد بعض كتبه، ثم قال: و"المختصر الكبير" و"المختصر الصغير"(1)... ولم يصفهما بآنهما مختصران في الفقه، ولم يصف المذكور أولا بأنه المختصر الأوسط في الفقه، ولو كان كما ادعى الأفغاني بأنها مختصرات في الفقه لذكرها على التوالي مميزا إياها كما فعل مع كتابه "الشروط" حيث قال: الكبير، والصغير، والأوسط.
والحامل للقرشي على ذكرهما متأخرين بعد أن ذكر الكتب المشهور نسبتها للطحاوي -فيما پبدو لي متابعة منه لما ورد في "الفهرست" للنديم حيث قال الأخير (ص 257): وله من الكتب "المختصر الصغير" "المختصر الكبير"... وعبارته لا تفيد أنهما في الفقه؛ فأراد القرشي المتوفي سنة (775ه) في كتابه "الجواهر" الجمع والتقميش دون التحرير والتفتيش، وخاصة إذا علمت أنه أول مؤلف في طبقات الحنفية كما قال الدكتور عبد الفتاح الحلو في مقدمة تحقيقه (ص58)، بل صرح بذلك القرشي نفسه في مقدمة كتابه حيث قال (5/1): وأرباب المذاهب المتبوعة كل منهم أفرد أصحاب إمام مذهبه، ولم أر أحدا جمع طبقات أصحابنا، وهم أمم لا يحصون.
2- ما نقله الأفغاني عن صاحب لاكشف الظنون" (1627/2) وعبارته: (1) ومثله قال التميمي في "الطبقات السنية" (52/2)، رياض زاده في "أسماء الكتب المتمم لكشف الظنون" (ص74)؛ متابعة منهما لما جاء في "الجواهر المضية".
صفحه ۲۰