دریا و غروب و داستانهای دیگر: انتخابی از داستانهای یوکیو میشیما
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
ژانرها
ثم بعد ذلك واصلنا السير صامتين لفترة، وفجأة تم الاتفاق بيننا. لقد اتفقنا أن يأخذ كل منا أموالا من منزله ونهرب سويا.
وفي تلك الليلة أحضرت أنا أربعة آلاف «ين»، وأحضرت هي ثلاثة آلاف، وركبنا قطار البخار. وعزمنا على السفر إلى مدينة سينداي التي كنا قد ذهبنا إليها مرة من قبل في رحلة مدرسية.
بعد وصولنا إلى سينداي أخذنا نمشي ونمشي حتى وجدنا بحيرة، وكانت توجد مركب للإيجار راسية على ضفة البحيرة. وفكرنا وقتها أن نأخذ تلك المركب ونجدف بها حتى منتصف البحيرة ثم ننتحر سويا. ولكن كانت المركب مربوطة بسلاسل وعليها قفل، وفي نهاية المطاف نعسنا في المركب الراسية على الشط وقضينا فيها الليلة حتى الصباح.» - «حقا؟» - «تريد أن تسأل ماذا حدث بعد ذلك، أليس كذلك؟ بعد أن عدنا، وجدنا المدرسين وناظر المدرسة ووالد توميئه الذين كانوا في انتظارنا سألونا جميعا بصوت واحد وأفواه متعددة: «هل فعلتها؟» أنا لم أفعل شيئا. لقد قبلتها مرة واحدة فقط. كان الصقيع عميقا، وأحسست بطعم سخام غريب.» - «وبعد ذلك؟» - «في الصباح التالي ذهبنا إلى معبد كامائيشي الشنتوي، تذكرت أننا كنا قد زرناه في أثناء الرحلة المدرسية، وأعطينا الحمام البري هناك بعض حبات البقول. وداخل المعبد أمسك بنا شرطي الدورية الذي شك في سلوكنا، ثم أعادنا إلى منازلنا بعد استجوابنا.
في اليوم التالي غابت الفتاة عن المدرسة. أنا كنت في غاية الخجل، ولكني ذهبت إلى المدرسة. ولم أقل شيئا لأي شخص.
تلك الحادثة جعلتني أفقد تماما ثقة أهلي بي. بعدها اقترضت مبلغ أربعين ألف «ين» باسم أبي من أحد الجيران، وأنفقتها كلها في فترة عشرين يوما في محلات الباتشينكو للقمار. بالطبع غضب أبي غضبا شديدة لدرجة أن دماغه بدت على وشك الانفجار. ولأني كنت قد تعودت بالفعل على الهروب من البيت، ذهبت للمبيت عند صديق لي في مدينة أساكا بمحافظة سايتاما، وهناك قمت بالعمل قوادا.
أنا بالطبع لا أستطيع التحدث باللغة الإنجليزية بتاتا؛ ولذا كتب لي صديقي هذا على ورقة باللغة الإنجليزية ما يلي:
Don’t you want a girl to-night?
كنت أذهب إلى بار يتجمع فيه الجنود الأمريكان، أطلب زجاجة بيرة وأنتظر، وفي الوقت المناسب كان يكفي أن أخرج تلك الورقة وأحركها يمينا ويسارا.
ولكن في إحدى الليالي دخل جندي أسود وهو ثمل جدا، خطف مني تلك الورقة فجأة ورماها بعيدا بعد أن عجنها بقبضة يده. أنا وكأني أقول «أنا مستعد» قفزت سريعا، وتهيأت شاهرا سكينا. الجندي الأسود وقف هو الآخر. فطعنته طعنة واحدة مستقيمة من أذنه مرورا برقبته.
الرجل الأسود، أليس هو أسود يا أستاذ؟ ولكن اللحم كان أبيض بلون وردي. كان الجرح واضحا، ظهر لي في التو والحال. ظهر فم أبيض فوق بشرة ناعمة لامعة شديدة السواد، وكأنه على وشك الغناء بأغنية. أغنية الدماء. ... أما زلت ترى أنني ما زلت «بلا ماض يا أستاذ؟»» - «أجل أنت بلا ماض.»
صفحه نامشخص