دریا و غروب و داستانهای دیگر: انتخابی از داستانهای یوکیو میشیما
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
ژانرها
وإذا شعر المرء برغبة في أكل شيء ما، تظهر أمام عينه تلقائيا طاولة مرصعة بالجواهر السبعة، ومجهزة بأوان مرصعة بالجواهر السبعة وممتلئة عن آخرها بما لذ وطاب من الأطعمة الشهية النادرة. ولكن ليست هناك حاجة لالتقاط هذه الأطعمة وأكلها. فبمجرد النظر إلى ألوانها والاستمتاع برائحتها، تمتلئ المعدة ويتغذى الجسم، في حين يبقى الشخص نقيا؛ روحا وجسدا. وعندما تنتهي الوجبة، بدون تناول أي طعام، تختفي الأواني والطاولة فجأة.
وبالمثل، فإن الجسد يرتدي الملابس تلقائيا، دون أي حاجة لحياكة أو غسيل أو صباغة. المصابيح أيضا، غير ضرورية؛ فالأشعة المضيئة منتشرة في كل مكان. لا حاجة للتدفئة ولا للتبريد؛ فدرجة الحرارة معتدلة على مدار العام. وتعطر الجو روائح جميلة بأنواع جمة، وتتساقط أوراق زهرة اللوتس بلا انقطاع.
بالإضافة إلى ذلك يشرح كتاب «أساسيات الخلاص» في فصل بوابة المراقبة، أن المبتدئين في المشاهدة والتأمل لا يمكن لهم التوغل عميقا؛ ولذا يجب عليهم أن يركزوا كل جهودهم أولا في إيقاظ الخيال الخارجي، وبعد ذلك، في توسيع مداركه إلى ما لا نهاية. إن أقصر الطرق من أجل رؤية بوذا، هو الهروب من نطاق حياتنا الدنيوية بواسطة قوة الخيال، فإذا كنا نتمتع بمخيلة جامحة؛ يمكننا إذن أن نركز اهتمامنا على زهرة لوتس واحدة، ومنها ننتشر إلى آفاق لا نهائية.
فعن طريق الملاحظة المجهرية والتقديرات الفلكية يمكن لزهرة اللوتس أن تصبح أساس نظرية كاملة للكون، وتصبح عاملا من الممكن من خلاله رؤية الحقيقة. أولا إن كل ورقة من أوراق الزهرة لها أربعة وثمانون ألف وريد، وكل وريد يخرج أربعة وثمانين ضوءا. وعلاوة على ذلك، يبلغ قطر الزهرة، حتى الأصغر منها، مائتين وخمسين يوجانا.
2
وبهذا، إذا التزمنا التفسير الذي يقول إن مسافة اليوجانا التي نقرؤها في الكتابات المقدسة تساوي مائة وعشرين كيلومترا لكل منها، نستنتج أن أصغر زهرة لوتس يبلغ قطرها ثلاثين ألف كيلومتر.
مثل تلك الزهرة لها أربع وثمانون ورقة، وبين كل ورقة وأخرى توجد عشرة مليارات جوهرة، كل جوهرة تشع ألف ضوء. وفوق كأس الزهرة المزين بجمال تعلو الزهرة أربعة أعمدة مرصعة بالجواهر، وكل من هذه الأعمدة يبلغ مائة ألف تريليون مرة أكبر من حجم جبل سوميرو وتتدلى من الأعمدة ستائر كبيرة، وتزين كل ستارة بخمسين مليار جوهرة، وكل جوهرة تشع أربعة وثمانين ألف ضوء، وكل ضوء يتكون من أربعة وثمانين ألف لون ذهبي مختلف عن الآخر، وكل لون من تلك الألوان الذهبية بدوره له القدرة على تحوير نفسه بشكل مختلف.
إن التركيز في تلك الأفكار يعرف باسم «التفكير في مقعد اللوتس»، والعالم الفكري الذي يمتد في خلفية قصة الحب التالية هو عالم واسع الآفاق والرحاب إلى هذه الدرجة.
2
كان الراهب العظيم لمعبد شيغا، راهبا رفيع الأخلاق حسن المناقب.
صفحه نامشخص