دریا و غروب و داستانهای دیگر: انتخابی از داستانهای یوکیو میشیما
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
ژانرها
كانت ريكو راقدة على جنبها مغلقة العينين. وأوضحت أشعة الضوء المنخفض تضاريس لحمها الأبيض المهيب. ابتهج الزوج ببعض مشاعر الأنانية؛ لسعادته بأنه لن يضطر أن يرى منظر انهيار هذا الجسد الرائع الجمال أثناء موتها.
نقش الزوج في قلبه ببطء هذا المشهد الذي يصعب نسيانه، يتلاعب بإحدى يديه بشعرها، وباليد الأخرى يداعب في هدوء وجهها الجميل، وهو يقبل ما تقع عليه عيناه مرة بعد مرة. من الجبهة الباردة الهادئة التي تشبه جبل فوجي في جمالها، للعيون المغمضة المصانة برموشها الطويلة تحت الحواجب الرقيقة، وسكون الأنف جيدة التكوين، والأسنان اللامعة التي تلمح خلسة من بين الشفتين المتناغمة ذات السمك الملائم، والخدود الناعمة مع الفك المحكم. كل تلك الملامح تنبئ في الواقع عن وجهها المشرق المشع عند الموت. وأخيرا امتص عدة مرات بقوة وعنف عنق زوجته التي من المتوقع أن تطعنه بنفسها بعد قليل؛ مما جعل بياضه يتحول إلى حمرة خفيفة. عاد إلى الشفتين وضغط عليهما برقة، وجعل شفتيه تتحرك مهتزة فوق تلك الشفتين، وكأنها قارب صغير يهتز مع أمواج خفيفة . وعندما أغمض عينيه، أصبح العالم كأنه مهد هزاز.
تابعت شفتا الزوج بإخلاص تحركات عينيه، فتابعتا الثديين اللذين ترتفع فيهما حركة التنفس عاليا. أمسك الزوج الحلمتين اللتين تشبهان براعم زهور الكرز البري، فانتصبتا عندما وضعهما بين شفتيه. جمال الذراعين اللذان ينسابان بسلاسة لأسفل على جانبي الصدر، ليصلا كما هما بنفس التفاصيل والاستدارة إلى الرسغين. ثم في نهاية ذلك توجد الأصابع الحساسة التي كانت تقبض على المهفة في يوم حفل الزفاف. انسحبت الأصابع واحدا بعد الآخر لتحاول التخفي وراء بعضها البعض حياء من أمام شفتي الزوج. يظهر التقوس الطبيعي الرباني الذي يصل من الصدر إلى البطن، ويميل بليونته كما هو بواسطة القوة المنطلقة، ومع إيحائه عن المنحنى الغني الذي يمتد حتى الخصر، يظهر انضباطا صحيحا للجسد ليس به إهمال. كان بياض البطن والخصر وثراؤهما اللذان بعدت فجوة بينهما وبين الضوء، يبدوان كأنهما حليب أبيض يملأ وعاء كبيرا عن آخره. والسرة النقية كانت كأنها أثر مستمر لقطرة مطر سقطت هنا لتصنع بقوة ذلك التكور البارز. يتجمع الشعر بلطف وحساسية في الأجزاء الأكثر كثافة من الظل. ونمت الرائحة التي تشبه عطر زهرة عالية تحترق مع اهتزازات الجسد التي لم تهدأ حتى الآن، ولا يبدو لها أنها ستنتهي.
أخيرا قالت ريكو ما يلي بصوت غير مؤكد: «أرني. دعني أنا أيضا أنظر إليك نظرة وداع.»
لم يسبق مطلقا أن خرجت الكلمات من فم زوجته تطلب بهذه القوة طلبا شرعيا. ولأنها كانت تسمع وكأنها انفجار لما ظلت تخفيه حتى النهاية بسبب الحياء؛ فقد استجاب الزوج بتلقائية وتمدد نائما تاركا جسده لزوجته. الجسم الأبيض الذي يرتجف أقام جذعه بمرونة، وقد التهب بأمنية محببة. وهي رد كل ما فعله زوجها بجسدها إلى جسده، وقامت بإغماض عيني زوجها اللتين تتأملانها بسحبة من إصبعيها الأبيضين.
احتضنت ريكو رأس زوجها الذي قصر فيها الشعر حتى مداه، وقد طغت محبته في قلبها فاحتقنت خدودها حتى احمرت. شعر زوجها القصير يؤلم ثدييها الذي يلمسه ، بينما اندفن أنفه البارد النافر داخل ثدييها، فألهبتهما أنفاسه الحارة . ابتعدت الزوجة لتتأمل هذا الوجه الرجولي عن بعد؛ الحواجب المحكمة الشكل، والعيون المغمضة، وأرنبة الأنف النابه، الشفتين الجميلتين المعقودتين في إحكام، الخد المخضر لامعا في سلاسة يعكس ضوء المصباح بسبب نعومة الحلاقة. قبلت ريكو كل ذلك، ومعه العنق المتضخم، والكتف القوي البارز، الصدر الشجاع القوي الذي وكأنه درعان منتصبان يواجهان بعضهما، وكذلك حلمة الثدي ذات اللون الزعفراني. تفوح من تحت الإبطين اللذين يلاقيان جانبي الصدر بعضلاتهما الجيدة بظلهما الغامق عليه رائحة مسكرة وحزينة من الشعيرات النابتة، تنبئ عذوبة تلك الرائحة بشكل ما عن إحساس حقيقي بموت شبابي. تتوهج بشرة الزوج، وكأنها مثل حقول القمح، وتكشف العضلات المضلعة في كل جسده بروزها الواضح علانية، وتتلاقى عضلات البطن أسفل البطن لتضم السرة المتواضعة الصغيرة معها. كانت ريكو وهي تتأمل تلك البطن اليافعة الفتية، تلك البطن المتواضعة المغطاة بالشعر النامي، تتذكر أنه سيتم بعد قليل قطعها ثم شقها بقسوة، ومن فرط الحب انهارت باكية تغرقها بقبلاتها.
أحس الزوج النائم بانسكاب دموع زوجته فوق بطنه، فعقد عزمه على تحمل آلام قطع البطن الرهيبة بشجاعة، مهما كانت مؤلمة وقاسية.
بعد هذه التفاصيل، لا داعي للحديث عن درجة المتعة الفائقة التي تذوقها الزوجان. عدل الزوج جسده بفحولة، واحتضن بشدة جسد زوجته الذي أنهكه الحزن والدموع بين ذراعيه القويتين. لامس كل منهما خدود بعضهما بعنف وجنون. وارتجف جسد ريكو، وانضم بإحكام الصدر المبتل بالعرق مع الصدر المبتل بالعرق، وتوحد الجسدان الشابان الجميلان في كل ركن منهما، لدرجة الاعتقاد أنه من المحال فصلهما عن بعض مرة أخرى.
صرخت ريكو صرخة قوية. سقطت من الأعالي إلى الهاوية، ثم أخذت من الهاوية أجنحة حلقت بها إلى مستويات مذهلة من الأعالي مرة أخرى. لهث الزوج وكأنه فارس الجيش المغوار الذي قطع مسافات هائلة عدوا. وهكذا بعد انتهاء الدورة الأولى، انبعثت على الفور شهوة الرغبة مرة أخرى، وسريعا صعدا معا ثانية إلى ذات القمة السامقة بلا أي أثر للإجهاد أو التعب.
4
صفحه نامشخص