دریا و غروب و داستانهای دیگر: انتخابی از داستانهای یوکیو میشیما
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
ژانرها
ظل راهب المعبد العجوز صامتا بلا حراك. انعكس وهج الغروب على شعره الأبيض الأشعث، وتلألأت في مقلتيه الصافيتين نقطة حمراء.
بدأت شمس أواخر الصيف تغطس في ناحية رأس إيناموراغاساكي، وأصبح البحر وكأنه ينزف تيارا من الدم.
يتذكر أنري الماضي، يتذكر مناظر وطنه وبني وطنه. ولكنه الآن لا توجد لديه رغبة بالعودة. والسبب أن كل تلك الأشياء؛ سيڤين والخرفان، ووطنه كلهم اختفوا داخل البحر المتوهج بلهب الغروب. لقد اختفى كل ذلك في ذات اللحظة التي لم ينشطر فيها البحر إلى نصفين.
ولكن أنري لا يبعد نظره عن منظر البحر في وقت الغروب، وهو يتحول مغيرا لونه مع كل لحظة، ويكتمل احتراقه شيئا فشيئا حتى يصير في النهاية رمادا.
أخيرا اجتاحت الظلال أشجار وحشائش جبل شوجوغاتاكه، مما جعلها على العكس تظهر بجلاء ملامح الأشجار وعروق الأوراق الخارجية. وقد غرق العدد الأكبر من الأبراج في ظلام الغسق.
هجمت الظلال على قدمي أنري، وفي لمح البصر فقدت السماء فوق رأسه لونها، وصارت بلون أزرق غامق يغلب عليه اللون الرمادي. ما زال تألق السماء فوق البحر البعيد باقيا، ولكنه ليس إلا انعكاس خط نحيل منكمش باللونين الذهبي والأحمر على سماء الغسق.
وعندها تردد من بين قدمي أنري القابع في مكانه صدى ناقوس عميق. إنها الدقة الأولى لناقوس البرج في بطن الجبل معلنة قدوم الليل.
أحدث صوت الناقوس موجات رقيقة، كأن تلك الموجات تجعل ظلام الغروب الصاعد من سفح الجبل يهتز وينتشر في الجهات الأربع. اهتزازات ذلك الصوت الفخيمة، لم تكن تبلغ بالوقت فقط، بل كانت كأنها تقوم بإذابة الزمن في التو والحال، ثم تحمله بعيدا في غيابة الأبد.
أغمض أنرى عينيه ليستمع إلى ذلك الصوت. وعندما فتح عينيه، وجد نفسه قد غرق في ظلام ما بعد الغروب، ولم يعد خط الأفق البحري البعيد يرى بوضوح، وصار لونه رماديا باهتا. لقد انتهى شفق الغروب تماما.
وعندما التفت أنري تجاه الفتى ليحثه على التحرك من أجل العودة إلى المعبد، كان الفتى قد شبك ذراعيه حول ركبتيه ووضع رأسه فوقهما، وراح في سبات عميق.
صفحه نامشخص