دریا و غروب و داستانهای دیگر: انتخابی از داستانهای یوکیو میشیما
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
ژانرها
فتى يكتب الشعر
كان الفتى يستطيع بسهولة تامة كتابة الشعر، وينتقل في سلاسة من قصيدة لأخرى. وفي الحال ينتهي من كراس المدرسة الذي يبلغ حجمه ثلاثين صفحة، والمطبوع عليه اسم مدرسة «غاكوشوين». ولقد شك الفتى في ذلك، لماذا يستطيع كتابة الشعر بهذه الطريقة لدرجة الانتهاء من قصيدتين أو ثلاث قصائد في اليوم الواحد؟ بل إنه عندما حجز في المستشفى لمدة أسبوع كامل، ألف ديوانا باسم «ديوان شعر أسبوع»، وقام بعمل شكل بيضاوي مفرغ على غلاف الكراس؛ ليظهر من تحته كلمة
، ثم كتب تحت ذلك باللغة الإنجليزية:
12
th ->18
th
MAY 1940.
عندما طافت شهرة شعره الجيد بين زملائه الأقدم منه في المدرسة، كان يقول في نفسه: «غير معقول! .. من المؤكد أن هذه الجلبة فقط؛ بسبب أن الجميع ينظر إلى أنني في سن الخامسة عشر.»
ولكن الفتى رغم ذلك كان متأكدا تماما من أنه عبقري؛ ولذلك فهو يرد على زملائه الأقدم منه بحديث الند للند. ويرى أنه من الأفضل تجنب قول «أنا أظن أن الأمر هو كذا»، وأنه عليه أن ينتبه لكلامه في كل المواضيع ليأخذ صيغة «إن الأمر هو كذا».
كان الفتى مصابا بفقر الدم بسبب كثرة الاستمناء، ولكنه لم يكن يهتم بعد بقبح وجهه؛ فالشعر شيء مختلف تماما عن تلك المشاعر الفسيولوجية البغيضة. الشعر يختلف تماما عن كل شيء. كان الفتى يكذب كذبا غير ملحوظ يناسب الموقف. من خلال الشعر تعلم الفتى طريقة الكذب غير الملحوظ بما يناسب الموقف. المطلوب فقط أن تكون الكلمات جميلة، وبهذه الطريقة كان يوميا يقرأ المعاجم بجد واجتهاد.
صفحه نامشخص