١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
ژانرها
كانت المتصلة هي ابنة أختي الكبرى. «ماذا؟ هل حدث شيء؟» «أجل، لقد حدث أمر جلل؛ لذلك ... لأنه لقد وقع أمر عظيم، لقد اتصلت كذلك بخالتي.» «أمر جلل؟!» «أجل. لذلك تعال في التو والحال. في التو والحال، فهمت؟»
انقطع الخط مباشرة بعد قولها هذا. أعدت سماعة الهاتف إلى مكانها الأصلي، وضغطت لا إراديا على زر الجرس. ولكنني كنت أدرك أنا نفسي بوضوح أن يدي ترتعش. لم يأت عامل الفندق بسهولة. كان شعوري بالمعاناة أكبر من شعوري بالغضب، مما جعلني أدق الجرس أكثر من مرة. وأنا أفهم أخيرا القدر الذي أخبرتني به كلمة «أوول رايت».
مات زوج أختي بعد ظهيرة ذلك اليوم، مات دهسا بالقطار في منطقة ريفية لا تبعد كثيرا عن طوكيو. بل إنه كان يرتدي معطف مطر لا علاقة له بهذا الفصل من فصول العام. أنا الآن ما زلت مستمرا في كتابة القصة القصيرة السابقة الذكر في نفس ذلك الفندق. لا يمر أحد في ممر الفندق في منتصف الليل. أسمع أحيانا صوت رفرفة أجنحة خارج الباب. ربما يكون أحدهم يقتني طائرا ما في مكان ما. (2) انتقام
استيقظت في حوالي الساعة الثامنة صباحا في ذلك الفندق. ولكنني عندما حاولت النزول من السرير من العجيب، إنني لم أجد إلا فردة واحدة من الصندل، وكان ذلك خلال سنة أو سنتين ماضيتين ظاهرة تسبب لي الخوف والقلق دائما. ليس هذا فقط، بل كانت ظاهرة تجعلني أتذكر الأمير في الأسطورة اليونانية الذي لا يرتدي إلا فردة واحدة من الصندل. ضغطت على زر الجرس لاستدعاء عامل الفندق، وطلبت منه البحث عن الخف الضائع. بحث العامل بوجه متجهم داخل الغرفة الضيقة. «لقد وجدته هنا. داخل غرفة الحمام هذه.» «وترى لم ذهب إلى ذلك المكان؟» «لا أدري، ربما سحبه فأر.»
بعد أن رحل العامل، شربت قهوة بدون حليب وتهيأت لإنهاء القصة القصيرة السابقة الذكر. كانت النافذة المحاطة من الأربع جهات بحجر الطفلة تواجه الحديقة التي امتلأت بالثلوج. كنت أتأمل تلك الثلوج شارد الذهن في كل مرة أريح القلم فيها. كانت الثلوج متسخة بسخام المدينة تحت زهور الدفنة ذات الرائحة التي نبتت براعمها. كان ذلك المنظر يعطي قلبي نوعا من الألم إلى حد ما. انتبهت إلى أنني أفكر في العديد من الأمور وأنا أنفث دخان السيجارة دون أن أحرك القلم. في أمر زوجتي، وأمر أولادي، بل والأهم من ذلك أمر زوج أختي ...
اتهم زوج أختي قبل أن ينتحر بتهمة الحريق العمد، ولكن في الواقع لم يكن ثمة حيلة في ذلك. فلقد اشترك في تأمين على الحرائق بما يعادل ضعف قيمة البيت قبل احتراق البيت . بل وكان في فترة وقف تنفيذ حكم عليه بتهمة الشهادة الزور، ولكن الذي كان يسبب لي القلق ليس انتحاره ولكن لأنني كنت بالضرورة أرى نارا تحترق في كل مرة أعود فيها إلى طوكيو. كنت إما أرى الغابات الجبلية تحترق من نافذة القطار، أو أرى من داخل السيارة (وفي ذلك الوقت كان معي أولادي وزوجتي) حرائق في منطقة جسر توكيوا، وكان من المستحيل ألا يجعلني ذلك أتوقع وقوع حريق حتى قبل أن يحترق بيت أختي. «ربما يحدث حريق في بيتنا هذا العام!» «لم تقول هذا القول المشئوم! ...، ولكن مع ذلك إن وقع حريق سيكون أمرا عظيما. فالبيت ليس عليه تأمين جيد ...»
هكذا كنا نتحاور، ولكن لم يحدث حريق في بيتي ... لقد اجتهدت في دفع تلك الأوهام والهروب منها، وحاولت أن أحرك القلم مرة أخرى، ولكن مهما فعلت لا يتحرك القلم بسهولة لكتابة سطر واحد. وأخيرا ابتعدت عن المكتب، واستلقيت فوق السرير وبدأت قراءة قصة تولستوي
. كان بطل تلك القصة ذا شخصية معقدة تتضمن خليطا من الغرور والتكبر والميل إلى الأمراض. بل وكانت حياة تلك الشخصية المأسوية، إن قمنا بعمل بعض التعديلات البسيطة عليها تمثل نسخة كاريكاتورية من حياتي أنا. ثم بدأت أشعر بالامتعاض تدريجيا من إحساسي بالسخرية الباردة خاصة تجاه مأساته الكوميدية البائسة. وقبل أن تمر ساعة قفزت ناهضا من السرير وأنا ألقي الكتاب بكل ما بي من قوة تجاه ركن الغرفة التي تتدلى منه ستارة النافذة. «عليك اللعنة!»
وعندها جرى فأر فوق الأرضية في مسار مائل من تحت ستارة النافذة إلى غرفة الحمام. ذهبت إلى غرفة الحمام في قفزة واحدة، وفتحت الباب أبحث داخله. ولكنني لم أستطع رؤية أي شيء يشبه الفئران حتى خلف حوض الاستحمام الأبيض. شعرت فجأة بالاستياء، فأسرعت باستبدال الحذاء بالصندل، ومشيت في الممر الذي ليس فيه أثر لإنسان.
كان الممر اليوم أيضا كئيبا يشبه السجن بلا تغيير. وأثناء صعودي وهبوطي لدرجات السلم وأنا أحني رأسي في غفلة من الزمن وصلت إلى غرفة الطبخ. كانت غرفة الطبخ مضاءة على غير المتوقع، ولكن كانت النيران تتحرك تحت عدد من القدور التي تراصت على أحد جوانب الغرفة. شعرت وأنا أمر خلال الغرفة أن الطهاة الذين ارتدوا قبعات بيضاء ينظرون إلي بنظرات باردة. وفي نفس الوقت، شعرت كذلك بالجحيم الذي سقطت فيه. «يا إلهي! عاقبني! ولكن لا تنزل غضبك علي. فعلى الأرجح أنني انتهيت.» لم يسعني في تلك اللحظة إلا أن يجري على لساني هذا الدعاء.
صفحه نامشخص