١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
ژانرها
عبرنا نهر هيكيجي، ومشينا خارج عريشة على الضفة المقابلة، كانت أغصان الصنوبر جميعها تصدر أصواتا خشنة وكأنها بدأت في القيام، وبدا أن رجلا قصير القامة يأتي تجاهنا بخطوات سريعة، وعندها تذكرت فجأة أحد الأوهام التي رأيتها في الصيف، وقتها رأيت في ليلة مثل هذه ورقة عالقة في غصن شجرة الحور وكأنها خوذة على رأس رجل، ولكن ذلك الرجل لم يكن وهما، ليس هذا فقط، بل وعندما كنا نقترب من بعضنا البعض، ظهر صدر قميصه. «ما مشبك رابطة العنق الغريب هذا؟»
بعد أن قلت ذلك بصوت خفيض، اكتشفت أن ما ظننته مشبك هو شعلة سيجارته، وعندها عضت زوجتي على طرف كمها وضحكت قبل الجميع ضحكة مكتومة، مر ذلك الوجل بجوارنا مسرعا دون حتى أن يلتفت إلينا. «حسنا، طابت ليلتكما.» «طابت ليلتك.»
افترقنا مع السيد «أ» بتلك التحية البسيطة، ومشينا وسط صوت الرياح التي تتخلل الصنوبر، وتختلط داخل صوت رياح الصنوبر تلك كذلك أصوات الحشرات الخافتة. «ترى متى عيد الزواج الذهبي للجد؟»
وتعني بكلمة «الجد» تلك أبي. «ترى متى؟ ... هل وصلت الزبدة من طوكيو؟» «الزبدة لم تصل بعد، ولكن الذي وصل هو المقانق.»
وأثناء كلامنا هذا كنا قد وصلنا أمام مدخل البيت ... أمام مدخل البيت نصف المفتوح بابه. ••• (الرابع من الشهر الثاني للعام الثاني لشوا [4 فبراير 1927].)
كابا1
أرجو منكم نطقها
Kappa
تمهيد
إنها قصة يحكيها المريض رقم 23 في مستشفى للأمراض النفسية لكل الناس، إنه مجنون تخطى عمره الثلاثين عاما بالفعل، ولكن مظهره الخارجي يبدو في ذروة الشباب، إن أغلب حياته ... كلا، هذا أمر ليس ذا أهمية، إنه يظل ثابتا يحضن ركبتيه، وينظر أحيانا من النافذة (النافذة التي وضع فيها أسياخ من الحديد، يرى منها شجرة سنديان ليس بها حتى أوراق ذابلة، تفرد أغصانها في السماء الغائمة بغيوم ثلجية)، استمر يتحدث لي وللدكتور «س» مدير المستشفى لوقت طويل بلا انقطاع، وبالطبع لا يعني قولي «يظل ثابتا» أنه لم يكن يحرك جسمه من حين لآخر، وعندما يقول مثلا: «اندهشت» كان يشيح بوجه للخلف ...
صفحه نامشخص