١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
ژانرها
بدأت أحرك فرشاة الرسم التي كانت لا تتقدم في الرسم أمام تلك الفتاة. لا تتقدم؟ ولكن لم يكن ذلك يعني عدم وجود رغبة. لقد شعرت أنني أريد أن تعبر عن شيء هائج في داخلها، ولكن لم تصل قدراتي إلى إمكانية التعبير عن شيء ما. ليس هذا فقط، بل لقد تحركت داخلي مشاعر الرغبة في تجنب التعبير، أو ربما كانت تلك المشاعر تعبر عن الرغبة في تجنب التعبير باستخدام ألوان الرسم الزيتية والفرشاة. ماذا أستخدم إذن؟ تذكرت وأنا أحرك الفرشاة السيوف والعصي الحجرية التي كانت تعرض أحيانا في أحد المتاحف.
بعد أن عادت الموديل، فتحت كتاب رسومات غوغان الكبير تحت المصباح المعتم، وأخذت أتأمل لوحات تاهيتي واحدة بعد أخرى، وعندها نظرت فجأة، وجدتني أكرر مرة بعد مرة عبارة «هكذا يجب أن يكون» بأسلوب أدبي رصين. وبالتأكيد لم أكن أنا نفسي أعرف لماذا أكرر تلك الجملة، ولكنني بت مستاء بعد أن جعلت الخادمة تزيل الفراش، تناولت أدوية منومة وقررت النوم.
استيقظت بعد ذلك في وقت قريب من الساعة العاشرة تقريبا. ووجدت نفسي قد انزحت قليلا تجاه السجادة الليلة الماضية ربما بسبب دفء الجو، ولكن ما لفت انتباهي أكثر من ذلك هو الحلم الذي رأيته قبل أن أستيقظ مباشرة، كنت أقف في منتصف الغرفة تماما، أحاول أن أقتل تلك الفتاة خنقا بيد واحدة. (بل إنني كنت أعرف أنا نفسي داخل الحلم أن ذلك حلما) رفعت الفتاة وجهها قليلا لأعلى، وأغمضت عينيها تدريجيا كما هو متوقع بدون أي تعبير، وفي نفس الوقت انتفخ ثدياها متكورين في جمال. كانا ثديين يلمعان لمعانا خافتا مع بروز نبض خفيف. لم أشعر بأي قلق من قتلها خنقا. كلا، بل على العكس من الطبيعي أنني شعرت بشيء قريب من المتعة في تنفيذ ذلك. على ما يبدو أن الموديل ماتت في هدوء تام وهي مغمضة العينين، استيقظت بعد رؤية هذا الحلم، وبعد أن غسلت وجهي، شربت كوبين أو ثلاثة من الشاي الأخضر الثقيل، ولكن كانت مشاعري تكتئب أكثر وأكثر. لم يسبق لي من قبل أن رغبت في قتل الموديل من أعماق قلبي، ولكن ماذا عن لا وعيي؟ أثناء ما كنت أدخن السيجارة سيطرت على مشاعر الفرحة المريبة وجلست أنتظر مجيء الموديل، ولكن لم تأت الموديل لغرفتي حتى بعد أن صارت الساعة الواحدة. كان انتظارها يسبب لي معاناة قاسية، وأحيانا كنت أفكر في الخروج في نزهة بديلا عن الجلوس في انتظارها، ولكنني كنت خائفا من النزهة ذاتها. الخروج خارج باب غرفتي، لم تكن أعصابي تتحمل فعل هذا الأمر البسيط جدا.
بدأ الغروب يقترب حثيثا، أخذت أدور ماشيا داخل الغرفة، وأعيش منتظرا الموديل التي لا يفترض أن تأتي، وأثناء ذلك تذكرت حدثا منذ 12 أو 13 عاما. كنت - وأنا ما زلت طفلا - في وقت الغروب أشعل النار في ألعاب نارية على شكل بخور. بالتأكيد لم يكن ذلك في طوكيو، بل كان على حافة حديقة البيت الذي يعيش فيه أبي وأمي في الريف، وعندها سمعت من يقول بصوت عال: «أنت! عد لوعيك!» ليس هذا فقط، بل هناك من يهز كتفي. بالطبع كنت أعتقد أنني أجلس على حافة الشرفة المطلة على الحديقة، ولكن عندما نظرت منتبها من شرودي، وجدتني في غفلة من الزمن أجتهد في إشعال النار في البصل الأخضر وأنا منحن أمام حقل البصل الواقع في خلفية البيت. ليس هذا فقط، بل إن علبة الثقاب كانت تقريبا قد فرغت في وقت قصير، وأنا أدخن السيجارة كنت لا أستطيع منع نفسي من التفكير أن حياتي لها زمنها الخاص بها الذي لا أعرف أنا شخصيا عنه شيئا. كان مثل هذا التفكير يجعلني أصاب بالاستياء أكثر من الإصابة بالقلق. لقد شنقت الفتاة بيد واحدة في حلم ليلة أمس. ولكن، إن لم يكن ذلك حلما ...
لم تأت الموديل في اليوم التالي أيضا، وأخيرا قررت الذهاب إلى بيت المدعو «م» والسؤال عن سلامة الموديل، ولكن مالك البيت المدعو «م» كذلك لم يكن يعرف عن الفتاة شيئا، وأخيرا أصابني القلق، فأخذت منه عنوان بيتها. يفترض أنها طبقا لما قالته هي بنفسها تسكن في منطقة سانساكي بحي ياناكا، ولكنها كانت تسكن في منطقة هيغاشيكاتا بحي هونغو طبقا لما قاله مالك بيت «م». وصلت إلى بيتها في منطقة هيغاشيكاتا بحي هونغو وقت إضاءة أعمدة الإنارة في الشوارع. كان البيت محلا غربيا لغسل وكي الملابس يقع في حارة وطليت جدرانه بلون أحمر فاتح. يقف داخل خلف الباب الزجاجي للمحل عاملان لا يرتدي كل منهما إلا قميصا واحدا، منهمكان في كي الملابس. حاولت فتح باب المحل الأمامي المصنوع من الزجاج بدون عجلة، ولكن اصطدم رأسي فجأة بزجاج الباب. بالطبع أدهش ذلك الصوت الجميع بداية من العمال وأدهشني أنا أيضا.
دخلت المحل متوجسا، ووجهت حديثي إلى أحد العمال: «هل الآنسة ... هنا؟» «الآنسة ... لم تعد منذ أول أمس.»
أصابتني تلك الكلمة بالقلق، ولكن كان يجب علي التوقف عن السؤال أكثر من ذلك والتفكير؛ لأنني كنت أحمل مشاعر حذرة، ألن تحيط بي الشبهات في حالة حدوث شيء؟ «أحيانا لا تعود لمدة أسبوع كامل عندما تترك بيتها هكذا.»
أضاف أحد العمال، وكان وجهه يدل على اعتلال صحته، تلك الكلمات وهو لا يوقف يده الممسكة بالمكواة. أحسست في كلماته تلك بما يقترب من الاحتقار الواضح، فغادرت المحل غاضبا من نفسي ذاتها، ولكن كان ذلك أحسن حالا. فلقد تذكرت فجأة أثناء سيري في طرقات حي هيغاشيكاتا الذي تكثر به المحلات المغلقة أنني شاهدت ذلك الموقف في أحد الأحلام من قبل. محل الغسيل والكي الغربي المطلي بالبوية، العامل ذو الوجه الشاحب، والمكواة التي نفست اللهب، كلا بل إن زيارتي للفتاة كذلك، بالتأكيد لم تتغير عما رأيته من عدة أشهر (أو ربما عدة أعوام) في أحد الأحلام. ليس هذا فقط، بل وكما المتوقع حتى في الحلم بعد أن غادرت محل الغسيل والكي ذلك، يبدو أنني كنت أسير وحيدا تماما في هذا الطريق الموحش، وبعد ذلك، لم يتبق أي جزء ولو قليل من ذاكرة الحلم لما بعد ذلك، ولكنني شعرت أنه في حالة حدوث أمر الآن، لا يمكن نفي أنه سيتحول في التو والحال إلى ذاكرة حدثت داخل الحلم. ••• (العام الثاني من عصر شوا [1927م].)
حياة أحد الحمقى
إلى الصديق ماساو كومه:
صفحه نامشخص