مختارات من القصص القصيرة
مختارات من القصص القصيرة
ژانرها
صاحت ابنتهما البارة من فوق الأريكة: «من المحزن أن تبدآ في الشجار بعد العشاء مباشرة، فلن تجدا على هذا النحو ما يسليكما في باقي الأمسية.»
علقت السيدة التي كانت قريبة أحد البارونيتات: «لم يبد لي متحدثا لبقا، إلا أنه مرر طبق الخضراوات قبل أن يتناول نصيبه. تلك اللفتات تنم عن حسن التربية.»
رد عليها أوجستس الظريف ضاحكا: «أو ربما لم يكن يعرفك وظن أنك قد تتركين له نصف ملعقة من الخضراوات.»
صاح الكولونيل: «ما لا أستطيع فهمه بشأنه ...»
دخل الغريب الغرفة.
فانزوى الكولونيل في ركن حاملا صحيفة المساء. أما الآنسة كايت، فتناولت من فوق رف المدفأة مروحة ورقية ورفعتها أمام وجهها في خجل متصنع. بينما اعتدلت الآنسة ديفاين في جلستها على الأريكة المصنوعة من شعر الخيل وعدلت من تنورتها.
سأل أوجستس الغريب، كاسرا حاجز الصمت الذي بدأ يلاحظ: «ألديك أي أخبار؟»
بدا جليا أن الغريب لم يفهم سؤاله. وكان لازما على أوجستس، الظريف، مواصلة الحديث لتجاوز هذا الصمت الغريب. «من تعتقد سيفوز بسباق لينكولن لتحمل الخيل؟ قل لي اسم الحصان الفائز، وسوف أخرج من فوري وأراهن عليه بكل ما أملك.»
ابتسم الغريب قائلا: «سيكون ذلك تصرفا غير حكيم في رأيي. فليس لدي خبرة بهذا الموضوع.» «حقا؟! لم أخبروني إذن أنك كاتب عمود «أسرار السباق» في صحيفة «سبورتنج لايف»، لكنك متنكر؟»
سيكون من الصعب أن تكون هناك دعابة أسخف من تلك الدعابة. لم يضحك أحد بالطبع على دعابة السيد أوجستس لونجكورد، وعجز هو عن فهم سبب ذلك، وربما لم يكن لأي من الحاضرين أن يخبره به؛ لأن السيد لونجكورد في هذا النزل كان يعد صاحب حس دعابة. أما الغريب نفسه فبدا أنه لم يدرك كونه محل سخرية.
صفحه نامشخص