مختارات من القصص القصيرة
مختارات من القصص القصيرة
ژانرها
وكان الغريب يرى أن السيدة ابنة عم السير ويليام تعد مكسبا لأي نزل. فهي سيدة تنحدر من إحدى عائلات الطبقة الراقية. بالطبع لم يبد عليها ظاهريا أي مما قد يوحي بانتمائها إلى عائلة أرستقراطية. وهي نفسها، بطبيعة الحال، لم تكن لتذكر الأمر، غير أن المرء يستشعر هذا الانتماء بطريقة ما. كانت، بلا وعي منها، تعكس هالة من الرقي، وتشيع جوا من دماثة الخلق. وبالرغم من أن الغريب لم يقل لها ذلك تحديدا، لكنها استشفت ذلك منه وشعرت بأنها تتفق معه.
وكان الغريب يكن للسيد لونجكورد وشريكه احتراما كبيرا بوصفهما نموذجين لرجال الأعمال كما ينبغي أن يكونوا. وقد كان لهذا الاحترام أثره السيئ عليهما. ومما يثير العجب أنهما بدوا راضيين عن الثمن الذي دفعته شركتهما لأجل أن تظل عند حسن ظن الغريب، بل يقال أيضا إنها أصبحت تستهدف في المقام الأول اكتساب احترام أصحاب الشرف والنزاهة، في خطوة يتوقع أن تكلفها ثمنا غاليا على المدى الطويل. لكن بالرغم من كل شيء لدينا جميعا مبادئ لا نمانع التضحية بالمال في سبيلها.
في البداية، عانى الكولونيل والسيدة ديفاين كثيرا؛ إذ لم يكن سهلا على من في سنهما تعلم طرق جديدة للحياة. وهكذا أخذ كل منهما يواسي الآخر خلف باب غرفتهما المغلقة.
صاح الكولونيل متذمرا: «هذا هراء وجنون، أيليق بنا في هذه السن أن نرجع إلى التغزل والتودد؟!»
ردت زوجته: «إن وجه اعتراضي هو الإحساس بأني مدفوعة إلى ذلك دفعا بعض الشيء.»
صاح الكولونيل مزمجرا: «أحرام على المرء وزوجته أن يسخرا قليلا أحدهما من الآخر، مخافة رأي ذاك المدعي الصفيق؛ تلك مهزلة لا تحتمل؟!»
ردت زوجته: «حتى في غيابه، يخيل إلي أني أراه ينظر إلي بتلك العينين المزعجتين. حقا لقد أضحى يطاردني في كل مكان.»
قال الكولونيل متأملا: «لقد قابلته في مكان ما، أقسم على ذلك. ليته يغادر ويريحنا.»
مئات التعليقات رغب الكولونيل في قولها للسيدة ديفاين على مدى اليوم، ومئات الملاحظات كانت سترغب السيدة ديفاين في توجيهها للكولونيل طوال اليوم. لكن بمجرد أن تتاح لهما فرصة الانفراد أحدهما بالآخر؛ حيث لا يستطيع أحد سماعهما، تكون تلك الرغبات قد تبددت تماما.
كان يواسي الكولونيل نفسه قائلا: «النساء هن النساء. لا بد للرجال من احتمالهن؛ فعلى الرجل ألا ينسى أبدا أنه سيد مهذب.»
صفحه نامشخص