مختارات من القصص الإنجليزي
مختارات من القصص الإنجليزي
ژانرها
وقال النفساني: «أرنا تجربتك على كل حال، وإن كان الأمر كله كلاما فارغا.»
فابتسم لنا الرحالة في الزمن، وهو يدير فينا عينيه، ثم تركنا وخرج على مهل، ويداه في جيبي بنطلونه، وكنا نسمع وقع قدميه، وهو ماض إلى معمله.
فقال النفساني: «ترى ماذا عنده.»
فقال رجل الطب: «لعبة بارعة، أو ما هو منها بسبيل.»
وهم فيلبي أن يحدثنا عن حاو في «بير سلم»، ولكن قبل أن يفرغ من مقدمة كلامه دخل الطواف في الزمن، فانهارت القصة. (2) الآلة
كان الذي يحمله الرحالة في الزمن آلة من المعدن اللامع لا تزيد في الحجم عن ساعة صغيرة ولكنها دقيقة الصنع. وكان فيها عاج ومادة أخرى بلورية شفافة. ويحسن بي هنا أن أتحرى الدقة لأن ما سأورده ليس له تعليل إلا إذا سلمنا بتعليله. فقد تناول إحدى المناضد المثمنة الأضلاع ووضعها أمام الموقد، فكانت اثنتان من قوائمها على السجادة. ووضع الآلة على هذه المنضدة، ثم جر كرسيا وقعد عليه. ولم يكن على المنضدة شيء آخر سوى مصباح صغير مظلل كان ضوءه مسلطا على هذه الآلة النموذجية. وكان في الغرفة أيضا حوالي اثنتي عشرة شمعة؛ اثنتان منها في شمعدانين من النحاس على الصفة، والبقية في شمعداناتها الموزعة في الغرفة، فالغرفة حسنة الضوء. وقعدت أنا على كرسي بجانب الموقد وزحفت به حتى صرت بين الرحالة في الزمن وبين النار. وجلس فيلبي وراءه يطل من فوق كتفه، وكان رجل الطب والعمدة على يمينه والنفساني على يساره، ووقف الشاب خلف النفساني وكنا جميعا متحفزين متربصين؛ فمما لا يقبله العقل أن يخدعنا خادع مهما بلغ من حذقه وبراعته.
ونظر إلينا الرحالة في الزمن ثم رد بصره على الآلة فقال النفساني: «نعم؟»
فأسند المطوف مرفقيه، وضم راحتيه فوق الآلة وقال: «هذه الآلة الصغيرة ليست سوى نموذج لآلة يطوف المرء بها في الزمان. وتلاحظون أنها تبدو مائلة، وأن لهذا القضيب وميضا غريبا، كأنه شيء لا حقيقة له.» وأشار إلى القضيب بإصبعه «وهنا أيضا رافع أبيض صغير . وهنا واحد آخر.»
فنهض رجل الطب عن كرسيه وحدق في الآلة وقال: «إنها بديعة الصنع.»
فقال الرحالة في الزمن: «قد سلخت في صنعها عامين.» وبعد أن تأملناها جميعا مضى يقول: «وأحب أن تعرفوا أن هذا الرافع إذا ضغط يدفع الآلة فتنساب في المستقبل، وهذا الرافع الآخر يعكس الحركة والاتجاه. وهذا السرج يمثل مقعد المطوف. وسأضغط الرافع فتنطلق الآلة ماضية، وتختفي، وتنتقل إلى المستقبل، وتغيب فيه. فتأملوها جيدا، وأديروا عيونكم في المنضدة لتكونوا على يقين من أنه لا خدعة هناك. فلست أحب أن أفقد هذا النموذج ثم يقال لي بعد ذلك إني مشعوذ.»
صفحه نامشخص