341

ويجلس على بابه كل يوم من الصباح الباكر عماله الكرام، ومن «غاسلين وحمالين، ومنشدين»، وهم يتوسمون وجه كل غاد ورائح، لعل القدر يسعدهم بمرزوء في أحد بنيه، أو في أمه أو في أبيه.

وجزت بهم مصبح يوم وعيناي تنتضحان بالدمع من أثر رمد، فأتلعوا إلي أعناقهم، ورأيت البشر يشيع في وجوههم، وسرعان ما تحركوا جذلين للقائي، وهم يدعون الله في أنفسهم أن يجعل «استفتاحي لبن!» فصحت فيهم: استريحوا يا أولاد ال ... فما بي والله بكاء، ولكنه الرمد، وكلنا والحمد لله بخير وعافية، وقطع الله أرزاقكم ولا أدخل النعمة عليكم أبدا ...!

أوكازيون!

تلقيت من بعض معارفي هذا الكتاب:

حضرة ...

قرأت ما كتبته عن «الحانوت» الواقع على طريق دارك، وغيظك من نشاط هذه «الطائفة»، واجتهادها في عملها، وإعلانها عن بضاعتها بعرض حوائج الموت مرتبة منظمة مزينة إلخ ...

وإني مصارحك يا سيدي بأن المصريين مهما افتنوا في هذا الباب، فما كانوا ببالغين فيه شأو الإفرنج، فلقد وقعت ليدي في ربيع العام الماضي جريدة إفرنجية تصدر في القاهرة، وفيها الإعلان الآتية ترجمته صادرا من محل «حانوتي» مشهور:

إعلان

نتشرف بأن نعلن حضرات زبائننا الكرام بأنه نظرا لقرب حلول موسم الصيف، وبدء ظهور الأوبئة وانتشار الحميات، قد أجرينا تخفيضا هائلا في الأسعار، فضلا عن أننا قد استحضرنا من أوروبا عربات فخمة من جميع الأحجام للرجال والسيدات والأولاد، وصناديق مذهبة ومفضضة، ومحلاة بأدق النقوش وأبدعها، كما استحضرنا كميات وافرة من «الكورونات» وغيرها، ومن يشرف ير ما يسره!

فما قولك في هذا الإعلان.

صفحه نامشخص