329

ثم إنك لواجد فيه حاجتك من الجوارب و«الفانلات»، والقفازات، كما أنت واجد فيه مطالبك من النظارات، وساعات الجيوب، وساعات الحائط أيضا! ولا تنس السرر وأصناف الأثاث (الموبليا) وأصص (قصاري) الزهور!

ثم هناك تجد آنية النحاس على اختلاف أشكالها وأحجامها، كما تجد أصناف العطارة من أولها إلى آخرها، وهناك السمن والعسل، وهناك الزيت والخل والبصل، وهناك كل ما شئت من أدوات المائدة وفراجين (فرش) الحلاقة، والحلوى، و«الشربات»، و«الكازوزة» والطرابيش، والأحذية، وحلل (بدل) السيدات والرجال والأولاد! وهناك الورق والأقلام والمحابر والمفكرات والكراسات والدفاتر.

هناك كل شيء، ولا شيء إلا وهو هناك!

وتسألني: أكان هذا الضرب من المتاجر في بلادنا مصر؟

وأجيب: نعم، وكان في بنها؛ وكان، كما زعمت لك، من نحو الثلاثين من الأعوام.

وموضع الشاهد في هذا أن صاحبنا «البطل» المطلق أو العمومي، لا يقل عن مثل هذا المتجر الضخم العظيم كفاية ولا غنى ولا مواتاة، ولا إسعافا «للزبائن» بما يريدون من جميع الطلبات!

تذكر أمامه الفروسية في الحرب، فيذكر لك ما أبلى فيها من كر وفر، وكيف سداده في البراز والنزال، وكيف يحمل وحده على الجمع الكثيف من الأبطال، ولا تسل كيف يصنع في هذه الحملة، من قط الرءوس وبري الرقاب «بالجملة»؟

فإذا كان الحديث في النساء وغرام النساء، أسرع فحمد الله تعالى على أن المرحوم «فالنتينو» قد مات وأكله الدود، وإلا لكان الآن في التماس النظرة على رصيف سيدي أبي السعود!

وقل مثل هذا وأبلغ منه إذا كان الحديث في جياد الخيل أو في الطعام والشراب، أو في الأثاث والثياب، أو في الصيد والقنص، أو في الحجل والرقص، أو في الموسيقى وفنون النغم، أو في تنسيق الحدائق وتربية الطير والنعم، وادخل فيما شئت أن تدخل فيه، فإنه «ببطولته» ولا شك موافيه، حتى لو عرضت لكنس الدار وغسل «الحلل»، لجلى عليك من نفسه في هذا بطلا أي بطل! •••

وبعد، فإنني أتشرف الآن بأن أقص عليك طائفة يسيرة من أحداث بطولات هؤلاء «الأبطال»، سواء أكانوا من الإخصائيين، أم من الشائعة بطولتهم الجبارة في جميع شعب الحياة.

صفحه نامشخص