الله أدرى بلوعة الحزن
وهكذا الدنيا، ما سقت حلوا إلا أعقبته مرا، ولا بسطت عرفا إلى وهي تطوي فيه نكرا! فكل ما تقلبت فيه من ذلك الحنان العذب، لقد بات ذكرى تخز الكبد وتحز في القلب، كان الله في عونك يا أخي، فما يصبر أحد على ما تجد، إلا بعون من الله ومدد. •••
أما المصيبة في أبيك رجلا عظيما شأنه، جليلا في البلاد خطبه، فهذه تتقسمها الأمة كلها ، لا تستأثر بها وحدك، فلقد كان رحمه الله رجلا حق الرجل: سعة علم، ووثاقة حلم، ونصاحة رأي، وشدة عزم، وسلاسة طبع، جم التواضع، فإذا ما دعا داعي الكرامة، كان أشمس من أسامة.
3
وحسبك عزاء فيه أن عاش كريما وفيا أبيا، وهذا تاريخه الضخم يتألق فخرا، وتعتد سيرته في البلاد عدة وذخرا.
وصل الله في عمرك، وأدام منك أفضل خلف لأفضل سلف، والسلام عليك ورحمة الله.
أحمد عبد الوهاب1
طوى الجزيرة لما جاءني خبر
فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا
صفحه نامشخص