وما تضمنه هذا الكتاب من مراسيل قدماء أئمتنا عليهم السلام، فبناء على صحتها لديهم واعتمادهم عليها، وهم في الإنتقاد والتحري للصواب، والصحيح بمكان يعرف ذلك أهل البحث والإطلاع، ونحن إنما نقتبس من أنوارهم، ونتبع آثارهم، وليس أحاديث الكتاب هذا مما تفرد به أهل البيت عليهم السلام، ومحبيهم رضي الله عنهم، فهي مخرجة من كتب السنة، ولنا أمل إن شاء الله في تخريجها منها، ومن أراد ذلك بحث وتطلع، وفي الروض النضير شرح المجموع ما يدل على ذلك، وليست هذه الأحاديث الصحاح فحسب ، إنما هي المتيسر من الكتب الموجودة الآن، وثمة كتب غيرها مما اشتملت على الصحيح، وكذلك المتواتر والمتلقى بالقبول، وإنما هذا بعض جمع وتقريب لمن لم يكن عنده بعض الأمهات، وليس الترك لبعض الأحاديث لعدم صحته بل لعدم المعرفة لرجاله، أو مذهب المرسل في إرساله، ومن تحقق شيئا مماثلا لهذه الأحاديث استدركه، وفوق كل ذي علم عليم.
وقد أعجب المؤلف حفظه الله ما فعلته، والغرض الإفادة من الجميع.
وقد عد المؤلف مراسيل محمد بن منصور المرادي رضي الله عنه في الجامع الكافي: من الصحاح، وليس لنا طريق إلى صحة جميع ما أرسله، فإنه قد يرسل الحديث الذي أورده في الأمالي مسندا من طريق غير مختارة في هذا الكتاب ، ونحن إذا وجدناها مماثلة لما نقل عن الأمالي أو غيرها أثبتناها، وإلا كتبناها في الهامش حاشية وللناظر نظره.
صفحه ۲۵