هي البدر بل من سنة البدر أملح
وغرتها من غرة الصبح أصبح
منعمة تسبى العقول بصورة
إلى مثلها لب الجوانح يجنح
كان الظباء العفر يحكين جيدها
ومقلتها في حين ترنو وتسنح
كأن اهتزاز الغصن من فوق ردفها
هضيم بأعلى رملة يترنح
تعلمت من حبي لها عزة الهوى
وقد كنت فيه قبلها أتسمح
وهيج نار الوجد والشوق قولها
أحتى إلى الجوزاء طرفك يطمح
فلا جفن إلا ماؤه ثم يسفح
ولا نار إلا زندها ثم يقدح
وما علمت أني إذا شفنى الهوى
إليها بدعوى الصبر لا أتبجح
وأن اعترافي بالتأخر حيث لا
يقدمني فضل أجل وأرجح
ألم تر فضل الصالح الملك لم يدع
على الأرض من يثنى عليه ويمدح
كأن مساعي جملة الخلق جملة
غدت بمساعيه الحميدة تشرح
تجمع فيه ما تفرق في الورى
على أنه أسنى وأسمى وأسمح
يرجى الندى منه فيغنى ويسمح
ويخشى الردى منه فيعفو ويصفح
له كل يوم منة مستجدة
يضوع جميل الذكر منها وينفح
صفحه ۱۹۴