العقيقى ، وبناها له ثربة ، وحمل إليها ليلة الرغائب من شهر رجب .
دمشق مظفر منصور ، وبما أوتي من النصرة جذلا محبورا ، جمع الأمراء بالميدان الأخضر لشرب القمز . وكان بمدينة دمشق شخص من سلالة بني أيوب يسمى الملك القاهر ، لا وجه له ولا وجاهة ، ولا قدر ولا نباهة ، إلا أنه كان يسمى بالملك حفظا لذكر العادة ، ولم يكن على مخايله شيء من السعادة . وأن السلطان لغيرته من بقاء من يشاركه في هذه الأسمية أراد إعدامه ، وسقيه سقية تدنى إليه حمامه ، فأحضره في مجلس القمز ، وأمر بسقيه . فعملت له في كأس ، وجيء به ، فشربه وأحس بما فيه ، فقام لوقته وحمل نفسه إلى داره ، فمات بها . وغفل الساق عن كأس السقية ، فاختلط بأواني الشرب ، فملأه على أثره ، وناوله السلطان ، فشرب . فكان قتله بما قتل به ، وموته بما دبره على غيره ، ودين بما دان ، وأبلاه الجديدان . والله أعلم بصدق هذا النقل ، فإني لم أشاهده عيانا . فسامحه الله ورحمه ومنحه رضوانه وكرمه .
صفحه ۶۲