الألفي . وكان العقد بالقلعة . وفي حال انقضاء العقد المذكور ، ركب السلطان ، وتوجه إلى الكرك على الهجن في جماعة لطيفة . وكان طريقه من بدر تحت جبل يعرف بنقب الرباعي ، وهو جبل عظيم وحجارته رخوة متغيرة الألوان إلى الحمرة والورقة والبياض . وبه قبر هرون أخي موسي بن عمران . ومر على مدائن بني اسرائيل . ومر بقرية تعرف بالدما، غرفت بذلك لأن بها العين التي بجسها موسى بعصاه . ووصل الشوبك ، وتوجه إلى الكرك ، فوصلها في ثالث وعشرين من الشهر . وأدب بعض رجال القلعة ، وأحضر إليها رجالا غيرهم .
وبهاء الدين ولده ، وأولاده وجماعة من الأمراء وعدتهم اثنا عشر أمير ، فتداركهم السلطان ، وركب من الكرك ووصل إلى دمشق في رابع عشر المحرم سنة 675 ه . ووصل بعدهم الأمير سيف الدين جندربك ، صاحب الأبلستين ، والأمير مبارز الدين الجاشنكير ، فتلقاهم بنفسه ، وأحسن إليهم ، ووصل حريمهم وأولادهم إلى الديار المصرية ، وتوجه إلى حلب . وبلغه وصول التتار إلى كوكصوه ، وبقي بينهم وبين العسكر النهر ، وحالوا بين العسكر وبين قلعة نكيدة . فرجع السلطان إلى عين تاب ، وأمسك التتار شرف الدين ابن الخطير ، وعفوا عن السلطان غياث الدين ، وسلموه إلى الصاحب والبرواناه . وعاد السلطان إلى دمشق ، ومنها إلى مصر . ولما وصل ، أمر بتجهيز العرض للعب القبق . ودخل الملك بيته ، وكان مهما مشهودا .
صفحه ۵۷