السعيد ، وتوجه ليلة الثاني عشر من رمضان . ولم يعلم بذلك أحد. ولم بدر نائب السلطنة بالشام إلا وهو وسط الموكب بسوق الخيل . ودخل قلعة دمشق كما يدخل الممض بين الأجفان ، أو كما تعود العافية إلى جسد الإنسان . وتوجه إلى صفد والشقيف . وعاد إلى مصر ، فوصلها في الحادي والعشرين [ شوال ] .
ووجد بها جماعة من عسكر التتار ، فتوهموا أن السلطان دهمهم ، فعدوا إلى البر الآخر . واقتتل عيسى وخفاجة ، وانهزم أبغا ناكصا على عقبة خيفة وذعرا .
البلاد مرض ومات من شرب مياه الآبار ، فحضر رجل نصراني فقال : هذه الآبار قد حاضت كما جرى في السنة التي جاء التتار فيها إلى الشام ، وأن الفرنج نفذوا إلى قرية تسمي عابود في الجبل ، أخذوا من مائها وسكبوه في الآبار ، فزال الوخم . وفعل ابن شاور كذلك ، فزال الوخم . وكان الماء قد كثر فيها ، فلما سكب فيها من ماء عابود ، نقصت إلى حدها . وقيل إن هذه الآبار إناث تحيض وآبار الجبل ذكور .
صفحه ۵۲