إلا جماحا فؤاده ، ونفورا قياده . فتوجه إليه بنو عار عطا الله ومقدم ، فقاتلوه وكسروه وأسروه وأحضروه إلى القاهرة . وأخذت في بلاده أبراج تسميها العربان بالحصون ، وعدتها حول السبعين حصنا . وهذه برقة فيها مدن على البحر الملح ، ولها موان تدخلها المراكب ، وخيولها البرقية معروفة ، وتجلب منها الجمال الجيدة والأغنام والعسل والشمع والقطران ، وبها الأشجار العظيمة . وأكبر مدنها المرج ، ومسافتها من البحر أقل من اليوم . ومن المدن هناك طلميثا، وأكثر أهلها يهود ، وهناك مرسى بنى غازي .
قد كثر فسادهم وتعرضهم إلى التجار . وكتب السلطان إلى صاحب سيس . فلم تفد المكاتبة . فسير إليهم عسكر حلب ، فقتلوهم وأسروهم ، وبلغت الغارات إلى أطراف طرسوس .
صفحه ۵۰