68 - قال أبو جعفر:
((ولما غلب ابن الخليج على مصر ونواحيها، لم يكن بمصر أسوأ قدرة على أسباب أبي [علي] الحسين بن أحمد الماذرائي من أحمد بن سهل بن شنيف، فلم يمض شهور حتى انهزم ابن الخليج وظفر به وحمل إلى العراق. ودخل بعد ذلك بشهور أبو العباس أحمد بن محمد بن بسطام إلى مصر متوليا بالأمانة على الحسين بن أحمد، وكاشفا لما جرى عليه أمر الضياع بعد ابن الخليج وأصحابه.
فقرر أبو علي أمر المتضمنين بالحضرة عند أبي العباس، فعرض بسهل بن شنيف ولم يدع سوءا إلا ذكره به. فقال أبو العباس: ((سيعلم ما يجري عليه مني!)). واتصل [الخبر] بسهل بن شنيف فاستطير قلبه وكسف باله. وأحضر مع جماعة أجلبوا من الكتاب مع ابن الخليج، فلما دخلوا عليه كاد #106# يقوم إلى سهل بن شنيف، ثم رفعه حتى كان أقرب إليه من أخص أصحابه. ودعا ابن حبيش فساره، فنظر إلى سهل، وقال لأبي العباس: ((الأمر على ما وصفت))، ثم أطلق سهلا من ساعته إلى منزله. فسأله أبو علي: ((هل تعرفه قبل هذا؟))، فقال: ((لا والله! ولكنه ورد علي منه أشبه الناس بأبي.
وأفرخ روع سهل بتوفيق الله ولطفه، وما زال حفيا به حتى مات)).
صفحه ۱۰۵