29 - حدثني أحمد بن أبي يعقوب قال:
((أنكر المهدي على هرثمة بن أعين تحككه بمعن بن زائدة، وأمر بنفيه إلى المغرب الأقصى، فكلمه الرشيد فيه، واستل سخيمته عليه. ومات معن، وزادت حال هرثمة، وشكر للرشيد ما كان منه، وأفضت الخلافة إلى موسى الهادي، فتمكن منه هرثمة. وحدثت الهادي نفسه بخلع الرشيد، وجمع الناس على تقليد ابنه العهد بعهده، وعلم بهذا هرثمة، وتذكر عارفة الرشيد، فتمارض.
وجمع الهادي الناس ودعاهم إلى خلع الرشيد ونصب ابنه مكانه، فأجابوه وحلفوا له. وأحضر هرثمة، فقال له: ((تبايع يا هرثمة؟)). فقال: ((يا أمير المؤمنين! يميني مشغولة ببيعتك، ويساري مشغولة ببيعة أخيك! فبأي يد أبايع؟ والله يا أمير المؤمنين لا أكدت في الرقاب من بيعة ابنك، أكثر مما أكده أبوك لأخيك في بيعته، ومن حنث في الأولى حنث في الأخرى. ولولا تأول هذه #51# الجماعة بأنها مكرهة، وإسرارها فيك خلاف ما أظهرت، لأمسكت عن هذا)). فقال لجماعة من حضر: ((شاهت وجوهكم! والله لقد صدقني مولاي وكذبتموني، ونصحني وغششتموني)).
وسلم إلى الرشيد ما قدره الهادي فيه)).
صفحه ۵۰