241

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

ویرایشگر

محمد عبد القادر عطا

ناشر

دار الکتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

محل انتشار

بيروت

فرفع «ويقصد» على أنه أراد: وينبغى له أن يقصد فرفع يقصد كما يرتفع ينبغى.
فكذا هذا؛ أى وينبغى ألا يضار. وإن شئت كان لفظ الخبر على معنى النهى حتى كأنه قال: ولا يضارر، كقولهم فى الدعاء: يرحمه الله، أى ليرحمه الله، ويغفر الله لك، أى ليغفر الله لك، ولا يرحم الله قاتلك، فرفع على لفظ الخبر وأنت تريد: لا يرحمه الله جزما فتأتى بلفظ الخبر وأنت تريد معنى الأمر والنهى على ما ذكرنا.
***
﴿يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ﴾ (٢٨٤) ومن ذلك ما رواه الأعمش قال: فى قراءة ابن مسعود: «يحاسبكم به الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء»، جزم بغير فاء.
قال أبو الفتح: جزم هذا على البدل من «يحاسبكم» على وجه التفصيل لجملة الحساب، ولا محالة أن التفصيل أوضح من المفصّل، فجرى مجرى بدل البعض أو الاشتمال. والبعض: كضربت زيدا رأسه، والاشتمال كأحبّ زيدا عقله. وهذا البدل ونحوه واقع فى الأفعال وقوعه فى الأسماء لحاجة القبيلين إلى البيان. فمن ذلك قول الله سبحانه: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثامًا يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهانًا﴾. لأن مضاعفة العذاب هو لقىّ الأثام.
وعليه قوله:
رويدا بنى شيبان بعض وعيدكم … تلاقوا غدا خيلى على سفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى … إذا ما غدت فى المأزق المتدانى
تلاقوهم فتعرفوا كيف صبرهم … على ما جنت فيهم يدا الحدثان

1 / 244