محاورات ألفرد نورث وايتهيد

محمود محمود d. 1450 AH
71

محاورات ألفرد نورث وايتهيد

محاورات ألفرد نورث هوايتهد

ژانرها

ولم يكن ذلك من حقي فحسب، بل من واجبات وظيفتي كذلك، وكثيرا ما عثرت على أعجب الأشياء. في بيت عظيم في الطابق العلوي لأحد الأجنحة الذي عزل ليكون غرفا للخادمات في القرن الثامن عشر، اتجهت إلى الدهليز وعثرت على طاقم كامل من اثني عشر كرسيا من طراز شبنديل؛ اثنان منهما في كل غرفة (وكانت الغرف ستا) وزعت هذا التوزيع منذ نحو قرن من الزمان، وكل ما فعلت هو إخراج الكراسي إلى الدهليز. أما في أسفل الحجرات الفاخرة من البناء فكان الأثاث من شجر الجوز الأسود على الطراز الفكتوري.»

فقال هوايتهد: «يبدو لي - حينما أرى أثاثا إنجليزيا - كأن الأثاث مستورد من بيت تتوافر فيه الراحة ولا تراعى فيه المظاهر، بيت من بيوت الطبقة المتوسطة من الناحية الاجتماعية، ومن هذا البيت يمكن أن ينتقل الأثاث إلى بيت أرقى أو أدنى، ولكنه يحافظ بوجه عام على صفقة الراحة التي تميزه خاصة. أما في فرنسا (ولزوجتي التي عاشت هناك أن تصححني إن أخطأت) ...» فقالت زوجته: «لا يكون ذلك علنا يا عزيزي.» وقد نهضت لتدير الشطائر على «الحاضرين».

وعاد هوايتهد إلى حديثه قائلا: «أما في فرنسا، فكلما شهدت أثاثا خيل إلي أنه تقليد لما في القصور، سواء أجيد هذا التقليد أم أسيء.»

وأخذ الإنجليز الثلاثة يقارنون بين انطباعاتهم عن القصور الملكية البريطانية، كل وفق هواه.

وقالت مسز هوايتهد لكنستابل: «إنني لم أزر كننجهام قط. فهل زرته أنت؟» - «نعم. وكثير مما فيه لا يختلف عما يتوقعه المرء، مزعج إلى درجة قصوى؛ فالكراسي محاطة بالستائر القصيرة، والهدب الطويلة حول أسفلها، ولكن حتى في الحجرات الرسمية الكبرى، لا بد أن تراعي الراحة دائما، وفيها ما يوحي للناس أن يجلسوا على راحتهم.»

وضحكت مسز هوايتهد قائلة: «والأمر كذلك تماما في وندسور.»

واتجه الحديث ثانية نحو موضوع الحماسة الدينية.

فقالت مسز هوايتهد: «الدين في إنجلترا ليس من الموضوعات التي يتحمس لها المرء، فذلك ينافي مظهر الاحترام!»

فقال مستر هوايتهد: «كلا. إنما يتحمس نيابة عنا أهل ويلز واسكتلندا.» - «والروح الدينية عند كليهما تتغلغل في السياسة، وقد تخرج لويد جورج مثلا من كنيسة ويلزية.»

وكانت وفاة بيتس قد أعلنت؛ فأدى ذلك إلى نقاش حول إحياء الروح الكلتية.

صفحه نامشخص