محاورات افلاطون
محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون
ژانرها
أشكراتس :
لن تجد من سامعيك إلا نفوسا ترغب فيما رغبت فيه، وإني لآمل أن تكون دقيقا ما وسعتك الدقة.
فيدون :
إني لأذكر ما اعتراني من إحساس عجيب، إذ كنت إلى جانبه، لقد كنت بإزائه غليظ القلب يا أشكراتس؛ لأني لم أكد أصدق أني إنما أشهد صديقا يلفظ الروح، إن كلماته وقسماته ساعة الموت، كانت من النبل والجلد، بحيث بدا في ناظري كأنه رافل في نعيم؛ فأيقنت أنه لا بد أن يكون بارتحاله إلى العالم الآخر ملبيا لدعوة من ربه، وأنه سيصيب السعادة إذا ما بلغ ذلك العالم، إن كان لأحد أن يعيش ثمة سعيدا. فكان طبيعيا، وتلك حاله، ألا تأخذني عليه الرحمة، ولكني مع ذلك لم أجد في الحوار الفلسفي (إذ كانت الفلسفة موضوع حديثنا) ما تعودت أن أجده فيه من متاع. لقد كنت مغتبطا، ولكني أحسست إلى جانب الغبطة ألما، أن علمت أنه لن يلبث طويلا حتى يموت. لقد ساهمنا جميعا في هذا المزيج العجيب من المشاعر، فكان يتناوبنا الضحك والبكاء، ولا سيما أبولودورس؛ لأنه سريع التأثر، هل تعرف هذا الضرب من الرجال؟
أشكراتس :
نعم.
فيدون :
لقد غلب على أمره وتخاذلت قواه، وأنا أنفسي، بل وكلنا جميعا، قد بلغ منا التأثر مبلغا عظيما.
أشكراتس :
من كان الحضور؟
صفحه نامشخص