يا نفس:
أتحسبين أن تتركي سدى، ألم تكوني نطفة من مني يمنى، ثم كنت علقة فخلق فسوى، أليس ذلك بقادر [على] أن يحيي الموتى (1)؟!.
فما لك لا تعرفين قدرك، ولا تأخذين حذرك؟ فإن كنت قد أمنت في الحشر بسؤالك، وعرفت جميع ذلك هنالك، فما بالك تسوفين بالعمل (2)، وقد دنى الأجل، ولعله يختطفك من غير مهل؟!
شعر:
وكانا الموت ركب مخبون (3) * سراع لمنهل مورود يا نفس:
لو عزمت (4) على سفر، لقضاء الوطر، ترتجين فيه نيل الظفر، والأمن من الضرر، فلقيت (5) في طريقك شخصا، أخبرك أنه رأى أمامك لصا، يأخذ الأقفال، ويستبيح النفس والمال، لرجعت عن ذلك الطريق المخوف (6)، حذرا
صفحه ۴۴