مهربو كتب تمبكتو
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
ژانرها
عندما رأى ديادي، نائب رئيس البلدية السابق، من الذي كان يطلق النار، أدرك على الفور أنهم رجال الميليشيا العربية، قوة دلتا، وعرف أن تمبكتو قد تعرضت للخيانة. لم تكن الحركة الوطنية لتحرير أزواد متخلفة عن الركب. وبناء على نصيحة من شقيقه، وهو ضابط شرطة من ذوي الرتب العالية، اختبأ خليل وأسرته في الدور الأرضي لمنزله في السوق الكبير عندما سمعوا صوت سيارة تتوقف في الخارج وطرقا على الباب. فتح الباب ليجد رجلا يرتدي العمامة الثقيلة التي يلبسونها في عمق الصحراء.
قال المبعوث: «محمد آغ ناجم عند مدخل المدينة ويريد أن يقابلك فورا.» وأضاف: «لديه بعض المعلومات المهمة جدا.»
أوضح له خليل أن الوقت ليس مناسبا، وربما يستطيع أن يعود في وقت آخر. لكن المبعوث أصر، وبعد أن تطوع ابن خليل ذو الخمسة وعشرين ربيعا أن يرافقه، تبع المذيع المسن على مضض المتمرد خارجا إلى الشارع.
مضوا بالسيارة خروجا عبر الفوضى - وهو مشهد وصفه جانسكي بأنه «يبدو مثل نهاية العالم» - إلى جنوب المدينة، وكان خليل في حالة من الاهتياج المتزايد. وبالقرب من الاستاد على طريق كابارا، وهم يمرون بمجموعة من الشاحنات الصغيرة الممتلئة برجال مسلحين ملثمين في طريقهم إلى المدينة، طلب أن يعودوا قائلا: «إن لم تذهب بي إلى البيت، فسأخرج من السيارة!» رفض السائق أن يتوقف، فاتصل خليل بآغ ناجم على الهاتف المحمول الذي كان قد أعطاه رقمه على الكثيب خارج بر.
قال لقائد الحركة الوطنية لتحرير أزواد: «يجب أن أعود!»
قال آغ ناجم، وصوته يعلو على الضجيج الذي حوله، لخليل: «تعال لخمس دقائق.» ثم أضاف: «لدي تصريح عاجل جدا أريد منك أن تذيعه.»
قال خليل: «أخي، لا أريد أن أقحم بين المطرقة والسندان! غدا أو بعد غد، عندما تصبح الأمور أهدأ، يمكنك أن تتصل بي.»
وافق آغ ناجم، واستدار السائق عائدا أدراجه.
حينئذ كانت شاحنات الحركة الوطنية لتحرير أزواد تقوم بجولات مع الميليشيا العربية. ومع أنه كان من الصعب على المرء أن يتبين رجلا مسلحا من آخر، كانت عربات الحركة الوطنية لتحرير أزواد تحمل شعارات الاستقلال باللغة العربية وأحيانا علم الحركة ذا الألوان الأخضر والأحمر والأسود والذهبي، الذي رفعه المقاتلون فوق مكتب رئيس البلدية، ومبنى المحافظة، وقسم الشرطة، ومعسكر الجيش. تسارعت حينئذ وتيرة عمليات النهب إذ تسابقت مجموعات المسلحين المختلفة بعضها مع بعض على الجوائز الأقيم: المكاتب الحكومية، والمتاجر الكبيرة، والبنوك، والخدمات العامة. وحتى منزل المحافظ جرد مما كان يحتويه من أغراض.
بحلول الساعة الواحدة بعد الظهر، كانت المدينة قد استنزفت. شاهد سيدو بابا كونتا، وهو مرشد سياحي عاطل عن العمل ومعروف عالميا باسم باستوس، مجموعة من رجال الحركة الوطنية لتحرير أزواد يصلون إلى البنك المقابل لمنزله ويبدءون في مداهمته ويطلقون النار في الهواء بينما كانوا يفعلون ذلك. كانت زوجته وأطفاله السبعة في المنزل، لذا سار عابرا الطريق. وقال للرجال المسلحين: «انهبوا البنك عن آخره، لا مانع عندي.» ثم أضاف: «ولكن أيمكنكم أن تتوقفوا عن إطلاق النار في كل مكان؟»
صفحه نامشخص