مهربو كتب تمبكتو
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
ژانرها
في أبريل عام 2016، ظهر اسم ستيفاني دياكيتي على السطح في دعوى قضائية غريبة متعلقة بمبلغ 4,25 ملايين دولار لا صلة لها بعملية إجلاء المخطوطات. في دعوى رفعت أمام المحكمة العليا في إلينوي، اتهمت بأنها «محتالة» نسقت «سلسلة من الرشاوى غير القانونية لمسئولين حكوميين في مالي» مقابل الحصول على وثائق مزيفة (تقرير فرانك مين، «مسجون، يقول إن رشاوى أدت إلى اتهامه في قضية احتقار للمحكمة، أفرج عنه بإطلاق سراح مشروط»، صحيفة «شيكاجو صن-تايمز»، السادس والعشرين من أبريل، 2016). قيل للمحكمة إن الوثائق التي حصلت عليها دياكيتي قد أثبتت إدانة رجل مالي، يدعى بنجالي سيلا، والذي كان قد حكم عليه بالسجن ست سنوات. أيضا، بحسب ما زعم، لم تكن دياكيتي محامية كما كانت قد ادعت في بعض الأحيان. ذكر محام للشركة التي قيل إنها كانت قد عينتها في قضية سيلا أنه لا يوجد دليل على دفع رشاوى غير قانونية. لا تزال القضية جارية حتى وقت كتابة هذه السطور. ’حلا
الرقم الرسمي الذي يحدد عدد المخطوطات المفقودة من معهد أحمد بابا بأنه 4203 مخطوطات أعطاه لي القاضي معيجا. كان من المستحيل تحديد تلك المخطوطات بالضبط. قال عبد الله سيسيه إنها كانت وثائق كان المركز قد حصل عليها، ولكن لم تكن قد دخلت بعد في طور التجهيز، ولذلك لم يكن يعرف عنها الكثير.
الدراسة عن وثائق مكتبة فوندو كاتي أجرتها سوزانا مولينز ليتيراس من جامعة كيب تاون من أجل أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه التي بعنوان «أفريقيا تبدأ من جبال البرانس: فوندو كاتي، بين الأندلس وتمبكتو». لم تكن الأطروحة قد أتيحت علنا للاطلاع عليها وقت كتابة هذه السطور، ولكن فقرة مقتبسة منها، نشرت على الإنترنت، أشارت إلى أن رسالة الدكتوراه «تثير تساؤلات حول موثوقية الهوامش، من حيث تواريخ الإصدار والتأليف».
حول موضوع نقل المكتبات بعد التحرير، قال لي مالك المخطوطات التمبكتي عبد الواحد حيدرة: «كانت ثمة مكتبتان أو ثلاث مكتبات نقلت بعد التحرير مباشرة، في الوقت الذي كان فيه القائمون على منظمة سافاما قد أعلنوا بالفعل أنهم قد أخرجوا كل المخطوطات من تمبكتو، وتعين عليهم أن يجدوا مكتبات أخرى لتعقبها.» ذكر أن أسماء هذه المجموعات هي مكتبة أحمد بابا أبو العباس، ومكتبة مولاي، ومكتبة زاوية الكنتي، وأعطى توقيتات لمحادثات محددة كان قد أجراها مع ملاك المكتبات حول عمليات النقل هذه التي أعقبت التحرير. (3) كلمات أخيرة
في سبتمبر من عام 2016، وضعت عددا من المزاعم التي أثيرت، أثناء البحث في هذا الكتاب، أمام عبد القادر حيدرة، وستيفاني دياكيتي، وبعض الشخصيات المختارة عبر البريد الإلكتروني. تحديدا، طلبت منهم الرد على مسألة ما إذا كان التهديد الذي تتعرض له المخطوطات مبالغا فيه، إلى جانب أعدادها وقصة إنقاذها.
رد عبد القادر حيدرة بأنه لم يسمع المزاعم من أحد سواي. قال: «لم نر ولا قرأنا أي شيء عنها. هل أنت الوحيد الذي يمتلك هذه المعلومات؟ ما هي مصادرك؟» لقد عمل هو وزملاؤه بجد في هذا المجال لمدة سبعة وعشرين عاما وكانوا يعرفون العدد التقريبي للمخطوطات منذ الوقت الذي أمضوه في العمل منقبين محترفين عن المخطوطات. وعمل هو أيضا بجد لبناء علاقات ثقة مع شركائه، الذين جاءوا جميعهم إلى مالي لمراقبة الإجراءات التي اتخذت في باماكو أثناء حالة الطوارئ وعملية إجلاء المخطوطات. وقال إنه من الغباء أن «يكذب على العالم كله».
وكتب: «نظل مقتنعين بأنه لم يقدنا إلى الاضطلاع بما أنجزناه أي شيء سوى حب تراثنا والضمير الذي يدفعنا لحماية هذا التراث.» ثم أردف: «لم نختلق قصة. اليوم، مخطوطاتنا في أمان وسنواصل العمل من أجل الحفاظ عليها بكل الموارد المالية والبشرية والتكنولوجية التي تتوافر لنا في هذه اللحظة».
رفضت ستيفاني دياكيتي التعليق، سواء بشأن هذا الأمر أو بشأن القضية المعروضة أمام المحكمة العليا في إلينوي.
أخبرني ديمتري بونداريف، الذي يقود الأبحاث في المخطوطات في مركز دراسات ثقافات المخطوطات بجامعة هامبورج، أنه يعتقد أن بعض المتخصصين الدوليين بدءوا مؤخرا في تغيير نبرتهم لتكون أقل إدانة وأكثر واقعية؛ «قد يأتي قريبا الوقت الذي يشعر فيه الآخرون بعدم الارتياح حيال أحكامهم القاطعة بشأن ما حدث في عام 2012 (أيا كان جانب «الحقيقة» الذي يتخذونه) كما أشعر الآن كلما تعين علي تقديم تلميحات عن «عملية الإنقاذ».» وكتب أنه كان «هناك الكثير من اللاعقلانية في عقول زملائي العقلانية»، لدرجة أنه وجد ضغط دمه يرتفع. في رأيه، كان التقدير الحالي بوجود حوالي 377000 مخطوطة خاصة «واقعيا؛ لأن المرء يأخذ في الاعتبار النهج المختلفة بشأن ما يشكل مخطوطة». أما فيما يتعلق بتعاملاته مع منظمة سافاما، والتي كانت صعبة في يوم من الأيام، قال: «بيننا الآن علاقة أفضل بكثير؛ فهذه الأشياء تستغرق وقتا طويلا وتتطلب الصبر، خاصة في غرب أفريقيا وخاصة إذا كان المرء يريد أن يكون عمليا أكثر من كونه ناقدا مدمرا.»
أما بروس هول، فتمسك بأن جوانب من قصة سافاما كانت «احتيالا ضخما».
صفحه نامشخص