ومن ملح قوله في وصف الدمع: خفيف
كلُّ دمعٍ فبالتكلُّفِ يجري ... غير دمع المحبِّ والمهجورِ
ورَّدَ البَيْنُ دمعَ عيني فأضحى ... كَعَقيقٍ أُذيب في بَلُّورِ
ومن ملحه في الخمر: منسرح
عذّبتُها بالمِزاجِ فابتسمتْ ... عن بَردٍ نابتٍ على لهَب
كأن أيدي المِزاج قد سكَبت ... في كأسِها فِضَّةً على ذهبِ
وله من قصيدة: كامل
فامزُجْ بمائِكَ نارَ كأسك واسقني ... فلقد مَزجت مدامعي بدماءِ
واشرَب على زهْر الرياض مُدامةً ... تُفني الهمومَ بعاجل السرَّاءِ
لطفَتْ فصارتْ من لطيف مِزاجِهاتجري كمجرى الرّوحِ في الأعضاءِ وكأنَّ مِخْنقةً عليها جَوهَرٌما بين نارٍ ركبتْ وهواءِ
وكأنها وكأنَّ حاملَ كأسِها ... إذ قام يجلوها على الندماءِ
شمسُ الضُّحى رقصَت فنقَّطَ وجهها ... بدرُ الدُّجى بكواكبِ الجوزاءِ
وذكره ابن عبد الرحيم في " طبقات الشعراء " وقال: كان في أول أمره أحد العامة ردَّادًا في فندق، كان جابيًا فيه وكان يتولى بيع الفاكهة بين يدي البنادرة ويجبي أثمانها. ولم يكن من أهل الأدب ولا ممن يُعرف بقول الشعر، وكان أول شيء عمله قصيدته في أبي القاسم العقيقي العلوي الميمية التي أوّلها: بسيط
تظلَّمَ الوردُ من خدَّيه إذ ظُلما
فاستحسنها، فأعطاه عشرين دينارًا، وتسامع الناس بها فانتشر بينهم ذكرُهُ، فاستطابوا طريقته في شعره، فتوفر على ذلك وفارق ما كان فيه.
1 / 55