محمد اقبال: سيرته وفلسفته وشعره
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
ژانرها
ولغته وأسلوبه فيما أنشأ بالأردية، يبلغان في الأصالة والصحة والقوة ما بلغه أكبر شعراء الأردية منذ نشأ الشعر في هذه اللغة إلى أن نبغ إقبال.
والحكم في لغة الشعر وعبارته وأسلوبه يرد إلى ذوق أهل اللغة. ولا يعتد فيه برأي دارسي اللغة من غير أهلها، وإن بلغوا الغاية في علمها وفقهها ، ودربوا على أساليبها في شعرها ونثرها. وأدباء الأردية يرون أن شعر إقبال في جملته يبلغ الذروة من هذه اللغة. ويسامي شعر أعظم شعرائها، ثم يفوتهم بمعانيه التي لا تحد وفلسفته التي استولى فيها على الأمد. •••
وأما منظومات إقبال الفارسية، فقد أخذ عليها أدباء الفرس مآخذ أجملها، ثم أذكر رأيي فيها: عرفت اللغة الفارسية في الهند منذ فتح السلطان محمود الغزنوي شمالي الهند في القرن الرابع الهجري، وبلغت مكانة علية أيام المغول، فكانت لغة الدولة ولغة العلم والأدب. وقد اجتمع حول جلال الدين أكبر أحد ملوكهم زهاء خمسين شاعرا كلهم ينظم بالفارسية، منهم من نبغ في الهند ومنهم من وفد إليها من إيران.
وقد ضعف أمرها بعد اضمحلال الدولة المغولية، ولكنها بقيت حتى عصرنا يعرفها المثقفون، وينظم بها بعض الشعراء، ويكتب بها بعض الكتاب. وأعظم من نظم فيها في هذا العصر محمد إقبال.
وقد أنشأ فيها ستة من دواوينه التسعة، كما بينت قبل.
وأخذ بعض أدباء الفرس على الشاعر النابغ هذه المآخذ: (أ)
أخذ عليه أن لغته وأسلوبه ليسا مطابقين للغة الشعر الفارسي العصري وأسلوبه. (ب)
وأنه يستعمل أحيانا عبارات تخالف الفصيح المأنوس في الفارسية. (ج)
وأن له تراكيب لم تؤثر في الأدب الفارسي من قبل.
وقد أجاب المعترضين ملك الشعراء بهار - رحمه الله - أحد شعراء الفرس، ومجتبي المينوي الذي ألف كتابا عن الشاعر اسمه «إقبال اللاهوري»، وقد عدد المؤلف في هذا الكتاب ما أخذ على إقبال وأجاب عليه.
صفحه نامشخص