محمد علی جناح
القائد الأعظم محمد علي جناح
ژانرها
وخطب في جماعة النساء المسلمات (في سنة 1942) فقال:
يسرني أن أرى أن النساء المسلمات يفهمن رسالة الباكستان كما يفهمها الرجال المسلمون، وما من أمة تثابر على طريق التقدم بغير معاونة من نسائها، فإذا كانت المسلمات يعاون رجالهن كما صنعت المسلمات في عهد نبي الإسلام فقد وصلنا إلى غايتنا.
وقال عن رسالة القرآن:
وصف الإنسان في القرآن الكريم بأنه خليفة الله، فإذا أردنا أن نحقق هذه الصفة فأولى ما توجبه علينا أن نتبع مع غيرنا سنة الله مع بني آدم في أوسع معانيها، سنة الحب والصبر، وكونوا على يقين أنها سنة عاملة وليست سنة مانعة وكفى.
وإذا كنا نؤمن حقا إيمان اليقين والحب في معاملة خلائق الله من كل قبيل فعلينا أن نتبع هذه السنة في معيشتنا اليومية وفرائض تقوانا وعبادتنا، ولسنا نرى في هذا اليوم المبارك - يوم العيد - علامة على الروح التي أذكاها في قلوبنا شهر الصيام أظهر من العزم الوثيق على نشر السلام والوفاق في ديارنا بين أنفسنا وبين أصحاب العقائد جميعا في أوطاننا، وأن نعمل في حياتنا الخاصة وحياتنا العامة عملا يتنزه عن الأثرة، ويتوخى الخير الأعظم لقومنا ولأبناء آدم أجمعين.
إنه مطمح سام عظيم يتقاضانا الجهد والإيثار والفداء، واحسبوا حساب الشكوك التي تساوركم فينة بعد فينة، شكوك لا تنحصر في النزاع المادي الذي يوزع قلوبكم وقد يسهل عليكم أن تغلبوه بشجاعتكم، ولكنها شكوك روحية لا مناص لنا من مواجهتها، وليس في وسعنا أن نروضها غدا إذا أعيتنا رياضتها في هذا اليوم الذي تخشع فيه نفوسنا لخالقها. ... واعلموا أنه لا غنى في كل نشأة اجتماعية أو حرية سياسية من الاعتماد آخر الأمر على سر عميق في حياة الإنسان، وأرجو أن تعلموا أن هذا السر العميق هو روح الإسلام، فليست الخطب العظيمة ولا المؤتمرات الكبرى هي التي تصنع سياسة الأمم، وأقول للشبان الكثيرين الذين تعودوا أن يسألوني كيف يقدرون على خدمة بلادهم هلموا يا أصدقائي الفتيان، واعذروني إذا عرضت للسياسة في هذا المقام، فإنما أعرض لها لأقول لكم: إننا جميعا نطالب بالحقوق وندعي الدعاوى في الهند المقبلة، فينبغي ألا نركب مركب العناد في السعي إليها، فإن العناد نقيض ما يوحيه إلينا هذا العيد من الحب والمسامحة والبركة التي يأمرنا النبي عليه السلام أن نبسطها لغيرنا، وفي وسع كل منا أن يخدم هذا الوطن برياضة النفس وأنها لجوهر كل قداسة نحييها في هذا الموسم. فليسأل كل نفسه: أهو على نظام في معيشته؟ أينام في موعده؟ أيسير في الطريق على جادته؟ أيصون الطريق عن منبوذاته ومطروحاته؟ أيخلص في عمله ويلتزم الأمانة في شغله؟ أيعين غيره بما في وسعه؟ أيعامل غيره بالصبر والسماحة ...؟ هذه أمور قد تبدو صغارا، وهي على هذا نواة كل نظام كبير القيمة فيما تتضافر الطوائف جميعا على ادخاره لخدمة وطنها، خدمة هند أعظم وأعلى، وربما كانت خدمات لا تبرز صاحبها في أضواء السياسة، ولكنها تكفل لكم سلاما باقيا في قلوبكم كلما شعرتم أنكم قد أديتم حصتكم لتيسير السياسة كلها ...
وكان من دأبه أن يذكر سامعيه وتلاميذه بحكمة هولندية هذه ترجمتها:
ضاع المال ... لم يضع شيء.
ضاعت الشجاعة ... ضاع شيء نفيس.
ضاع الشرف ... ضاع أنفس ما نملك.
صفحه نامشخص